إِلَيْهِ مَرْجِعُكُمْ جَمِيعًا وَعْدَ اللَّهِ حَقًّا إِنَّهُ يَبْدَأُ الْخَلْقَ ثُمَّ يُعِيدُهُ لِيَجْزِيَ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ بِالْقِسْطِ وَالَّذِينَ كَفَرُوا لَهُمْ شَرَابٌ مِنْ حَمِيمٍ وَعَذَابٌ أَلِيمٌ بِمَا كَانُوا يَكْفُرُونَ (٤)
﴿إِلَيْهِ مَرْجِعُكُمْ جَمِيعاً﴾ حال أي لا ترجعون فى العاقبة إلا إليه فاستعدوا للقائه والمرجع الرجوع أو مكان الرحوع ﴿وَعَدَ الله﴾ مصدر مؤكد لقوله إليه مرجعكم ﴿حَقّاً﴾ مصدر مؤكد لقوله ﴿وعد الله﴾ ﴿إِنَّهُ يَبْدَأُ الخلق ثُمَّ يُعِيدُهُ﴾ استئناف معناه التعليل لوجوب المرجع إليه ﴿ليجزي الذين آمنوا وعملوا الصالحات﴾ أى الحكمة بابتداء الخلق وإعادته هو جزاء المكلفين على أعمالهم ﴿بالقسط﴾ بالعدل وهو متعلق بيجزى أى ليجزيهم بقسطه وليوفيهم أجورهم أو بقسطهم أي بما أقسطوا وعدلوا ولم يظلموا حين آمنوا إذ الشرك ظلم إن الشرك لظلم عظيم وهذا أوجه لمقابلة قوله ﴿والذين كَفَرُواْ لَهُمْ شَرَابٌ مّنْ حَمِيمٍ وَعَذَابٌ أَلِيمٌ بِمَا كَانُواْ يَكْفُرُونَ﴾ ولوجه كلامي
هُوَ الَّذِي جَعَلَ الشَّمْسَ ضِيَاءً وَالْقَمَرَ نُورًا وَقَدَّرَهُ مَنَازِلَ لِتَعْلَمُوا عَدَدَ السِّنِينَ وَالْحِسَابَ مَا خَلَقَ اللَّهُ ذَلِكَ إِلَّا بِالْحَقِّ يُفَصِّلُ الْآيَاتِ لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ (٥)
﴿هُوَ الذى جَعَلَ الشمس ضِيَاء﴾ الياء فيه منقلبة عن واو ضوء لكسرة ما قبلها وقلبها قتيل همزة لأنها للحركة أجمل ﴿والقمر نُوراً﴾ والضياء أقوى من النور فلذا جعله للشمس ﴿وَقَدَّرَهُ﴾ وقدر القمر أي وقدر مسيره ﴿مَنَازِلَ﴾ أو وقدره ذا منازل كقوله ﴿والقمر قدرناه منازل﴾ ﴿لِتَعْلَمُواْ عَدَدَ السنين﴾ أي عدد السنين والشهور فاكتفى بالسنين لاشتمالها على الشهور ﴿والحساب﴾ وحساب الآجال والمواقيت المقدرة بالسنين والشهور ﴿مَا خَلَقَ الله ذلك﴾ المذكور ﴿إِلاّ﴾ ملتبساً ﴿بالحق﴾ الذي هو
يونس (٥ _ ١٠)
الحكمة البالغة ولم يخلقه عبثاً ﴿يُفَصّلُ الآيات﴾ مكي وبصري وحفص وبالنون غيرهم ﴿لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ﴾ فينتفعون بالتأمل فيها
إِنَّ فِي اخْتِلَافِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ وَمَا خَلَقَ اللَّهُ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ لَآيَاتٍ لِقَوْمٍ يَتَّقُونَ (٦)
﴿إن في اختلاف الليل والنهار﴾ فى مجيء كل واحد منها خلف الآخر أو