غير ذلك ﴿دَعَوْاْ رَبَّهُمْ مُّنِيبِينَ إِلَيْهِ ثُمَّ إِذَا أَذَاقَهُمْ مّنْهُ رَحْمَةً﴾ أي خلاصاً من الشدة ﴿إِذَا فَرِيقٌ مّنْهُمْ بِرَبّهِمْ يُشْرِكُونَ﴾ في العبادة
لِيَكْفُرُوا بِمَا آتَيْنَاهُمْ فَتَمَتَّعُوا فَسَوْفَ تَعْلَمُونَ (٣٤)
﴿لِيَكْفُرُواْ﴾ هذه لام كي وقيل لام الأمر الوعيد ﴿بِمَآ آتيناهم﴾ من النعم ﴿فَتَمَتَّعُواْ﴾ بكفركم قليلاً أمر وعيد ﴿فسوف تعلمون﴾ وبال تمنعكم
أَمْ أَنْزَلْنَا عَلَيْهِمْ سُلْطَانًا فَهُوَ يَتَكَلَّمُ بِمَا كَانُوا بِهِ يُشْرِكُونَ (٣٥)
﴿أَمْ أَنزَلْنَا عَلَيْهِمْ سلطانا﴾ حجة ﴿فَهُوَ يَتَكَلَّمُ﴾ وتكلما مجاز كما تقول كتابه ناطق بكذا وهذا مما نطق به القرآن ومعناه الشهادة كأنه قال فهو يشهد بشركهم وبصحته ﴿بِمَا كَانُواْ بِهِ يُشْرِكُونَ﴾ ما مصدرية أي بكونهم بالله يشركون أو موصولة ويرجع الضمير إليها أي فهو يتكلم بالأمر الذي بسببه يشركون أو معنى الآية أم أنزلنا عليهم ذا سلطان أي ملكاً معه برهان فذلك الملك يتكلم بالبرهان الذي بسببه يشركون
وَإِذَا أَذَقْنَا النَّاسَ رَحْمَةً فَرِحُوا بِهَا وَإِنْ تُصِبْهُمْ سَيِّئَةٌ بِمَا قَدَّمَتْ أَيْدِيهِمْ إِذَا هُمْ يَقْنَطُونَ (٣٦)
﴿وَإِذَا أَذَقْنَا الناس رَحْمَةً﴾ أي نعمة من مطر أوسعة أوصحة ﴿فَرِحُواْ بِهَا﴾ بطروا بسببها ﴿وإن تصبهم سيئة﴾ أى بلاء من جذب أو ضيق أو مرض ﴿بِمَا قَدَّمَتْ أَيْدِيهِمْ﴾ بسبب شؤم معاصيهم ﴿إِذَا هُمْ يَقْنَطُونَ﴾ من الرحمة إذ المفاجأة جواب الشرط نابت عن الفاء لتآخيهما في التعقيب
أَوَلَمْ يَرَوْا أَنَّ اللَّهَ يَبْسُطُ الرِّزْقَ لِمَنْ يَشَاءُ وَيَقْدِرُ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ (٣٧)
﴿أو لم يَرَوْاْ أَنَّ الله يَبْسُطُ الرزق لِمَن يَشَاء وَيَقْدِرُ إِنَّ فِى ذَلِكَ لايات لّقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ﴾ أنكر عليهم بأنهم قد علموا بأنه القابض الباسط فما لهم يقنطون من رحمته ومالهم لا يرجعون إليه تائبين عن المعاصي التي عوقبوا بالشدة من أجلها حتى يعيد إليهم رحمته
فَآتِ ذَا الْقُرْبَى حَقَّهُ وَالْمِسْكِينَ وَابْنَ السَّبِيلِ ذَلِكَ خَيْرٌ لِلَّذِينَ يُرِيدُونَ وَجْهَ اللَّهِ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ (٣٨)
ولما ذكر أن السيئة أصابتهم بما قدمت أيديهم أتبعه ذكر ما يجب أن