يفعل وما يجب أن يترك فقال ﴿فآت ذا القربى﴾
الروم (٤١ - ٣٨)
أعط قريبك ﴿حقه﴾ من البر ولصلة ﴿والمسكين وابن السبيل﴾ نصيبهما من الصدقة المسماة لهما وفيه دليل وجوب النفقة للمحارم كما هو مذهبنا ﴿ذلك﴾ أي إيتاء حقوقهم ﴿خَيْرٌ لّلَّذِينَ يُرِيدُونَ وَجْهَ الله﴾ أي ذاته أي يقصدون بمعروفهم أياه خالصاً ﴿وأولئك هُمُ المفلحون﴾
وَمَا آتَيْتُمْ مِنْ رِبًا لِيَرْبُوَ فِي أَمْوَالِ النَّاسِ فَلَا يَرْبُو عِنْدَ اللَّهِ وَمَا آتَيْتُمْ مِنْ زَكَاةٍ تُرِيدُونَ وَجْهَ اللَّهِ فَأُولَئِكَ هُمُ الْمُضْعِفُونَ (٣٩)
﴿وما آتيتم من ربا ليربو فِى أَمْوَالِ الناس﴾ يريد وما أعطيتم أكلة الربا من رباً ليربوا في أموالهم ﴿فَلاَ يربو عِندَ الله﴾ فلا يزكوا عند الله ولا يبارك فيه وقيل هو من الربا الحلال أي وما تعطونه من الهدية لتأخذوا أكثر منها فلا يربوا عند الله لأنكم لم تريدوا بذلك وجه الله ﴿وما آتيتم من زكاة﴾ صدقة ﴿تُرِيدُونَ وَجْهَ الله﴾ تبتغون به وجهه خالصاً لا تطلبون به مكافأة ولا رياء ولاسمعة ﴿فَأُوْلَئِكَ هُمُ المضعفون﴾ ذوو الإضعاف من الحسنات ونظير المضعف المقوى والموسر الذى القوه واليسار أتيتم من ربا بلا مد مكي أي وما غشيتموه من إعطاء ربا لتربوا مدني أي لتزيدوا في أموالهم وقوله فأولئك هم المضعفون التفات حسن لأنه يفيد التعميم كأنه قيل من فعل هذا فسبيله سبيل المخاطبين والمعنى المضعفون به لأنه لا بدله من ضمير يرجع إلى ما الموصولة وقال الزجاج في قوله فأولئك هم المضعفون أي فأهلها هم المضعفون أى هم الذين يضاعف لهم الثواب يعطون بالحسنة عشر أمثالها ثم أشار إلى عجز آلهتهم فقال
اللَّهُ الَّذِي خَلَقَكُمْ ثُمَّ رَزَقَكُمْ ثُمَّ يُمِيتُكُمْ ثُمَّ يُحْيِيكُمْ هَلْ مِنْ شُرَكَائِكُمْ مَنْ يَفْعَلُ مِنْ ذَلِكُمْ مِنْ شَيْءٍ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى عَمَّا يُشْرِكُونَ (٤٠)
﴿الله الذى خَلَقَكُمْ﴾ مبتدأ وخبر ﴿ثُمَّ رَزَقَكُمْ ثُمَّ يُمِيتُكُمْ ثُمَّ يُحْيِيكُمْ﴾ أي هو المختص بالخلق والرزق والإماتة والإحياء ﴿هَلْ مِن شُرَكَائِكُمْ﴾ أي أصنامكم التي زعمتم أنهم شركاء لله {مَّن


الصفحة التالية
Icon