يَفْعَلُ مِن ذَلِكُمْ} أي من الخلق والرزق والإماتة والإحياء ﴿مِن شَىْءٍ﴾ أي شيئاً من تلك الأفعال فلم يجيبوا عجزاً فقال إستبعادا ﴿سبحانه وتعالى عما يشركون﴾ ومن الأولى والثانية والثالثة كل واحدة منهن مستقلة بتأكيد لتعجيز شركائهم وتجهيل عبدتهم
ظَهَرَ الْفَسَادُ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ بِمَا كَسَبَتْ أَيْدِي النَّاسِ لِيُذِيقَهُمْ بَعْضَ الَّذِي عَمِلُوا لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ (٤١)
﴿ظَهَرَ الفساد فِى البر والبحر﴾ نحو القحط وقلة الأمطار والريع في الزراعات والربح في التجارات ووقوع الموتان في الناس والدواب وكثرة الحرق والغرق ومحق البركات من كل شئ ﴿بِمَا كَسَبَتْ أَيْدِى الناس﴾ بسبب معاصيهم وشركهم كقوله وَمَا أصابكم مّن مُّصِيبَةٍ فِيمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ ﴿لِيُذِيقَهُمْ بَعْضَ الذى عَمِلُواْ﴾ أي ليذيقهم وبال بعض أعمالهم في الدنيا قبل أن يعاقبهم بجمعها في الآخرة وبالنون عن قنبل ﴿لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ﴾ عما هم عليه من المعاصى ثم
الروم (٤٦ - ٤٢)
أكد تسبيب المعاصي لغضب الله ونكاله بقوله
قُلْ سِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَانْظُرُوا كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الَّذِينَ مِنْ قَبْلُ كَانَ أَكْثَرُهُمْ مُشْرِكِينَ (٤٢)
﴿قل سيروا فى الأرض فانظروا كيف كان عاقبة الذين مِن قَبْلُ كَانَ أَكْثَرُهُمْ مُّشْرِكِينَ﴾ حيث أمرهم بأن يسيروا فينظروا كيف أهلك الله الأمم وأذاقهم سوء العاقبة بمعاصيهم
فَأَقِمْ وَجْهَكَ لِلدِّينِ الْقَيِّمِ مِنْ قَبْلِ أَنْ يَأْتِيَ يَوْمٌ لَا مَرَدَّ لَهُ مِنَ اللَّهِ يَوْمَئِذٍ يَصَّدَّعُونَ (٤٣)
﴿فَأَقِمْ وَجْهَكَ لِلدّينَ القيم﴾ البليغ الاستقامة الذي لا يتأتى فيه عوج ﴿مِن قَبْلِ أَن يَأْتِىَ يَوْمٌ لاَّ مَرَدَّ لَهُ﴾ هو مصدر بمعنى الرد ﴿مِنَ الله﴾ يتعلق بيأتي والمعنى من قبل أن يأتي من الله يوم لا يرده أحد كقوله تعالى فلا يستطعون ردها أو بمرد على معنى لا يرده هو بعد أن يجيء به ولا رد له من جهته ﴿يَوْمَئِذٍ يَصَّدَّعُونَ﴾ يتصدعون أي يتفرقون


الصفحة التالية
Icon