﴿لَقَدْ لَبِثْتُمْ فِى كتاب الله﴾ في علم الله المثبت في اللوح أو في حكم الله وقضائه ﴿إلى يَوْمِ البعث﴾ ردوا ما قالوه وحلفوا عليه وأطلعوهم على الحقيقة ثم وصلوا ذلك بتقريعهم على إنكار البعث بقولهم ﴿فهذا يَوْمُ البعث ولكنكم كُنتمْ﴾ فى الدنيا ﴿لا يعلمون﴾ أنه حق لتفريطكم في طلب الحق واتباعه والغاء لجواب شرط يدل عليه الكلام تقديره إن كنتم منكرين البعث فهذا يوم البعث الذي أنكرتموه
فَيَوْمَئِذٍ لَا يَنْفَعُ الَّذِينَ ظَلَمُوا مَعْذِرَتُهُمْ وَلَا هُمْ يُسْتَعْتَبُونَ (٥٧)
﴿فَيَوْمَئِذٍ لاَّ ينفَعُ﴾ بالياء كوفي ﴿الذين ظَلَمُواْ﴾ كفروا ﴿مَعْذِرَتُهُمْ﴾ عذرهم ﴿وَلاَ هُمْ يُسْتَعْتَبُونَ﴾ أي لا يقال لهم أرضوا ربكم بتوبة من قولك استعتبني فلان فأعتبته أي استرضاني فأرضيته
وَلَقَدْ ضَرَبْنَا لِلنَّاسِ فِي هَذَا الْقُرْآنِ مِنْ كُلِّ مَثَلٍ وَلَئِنْ جِئْتَهُمْ بِآيَةٍ لَيَقُولَنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا إِنْ أَنْتُمْ إِلَّا مُبْطِلُونَ (٥٨)
﴿ولقد ضربنا لِلنَّاسِ فِي هذا الْقُرْآنِ مِن كُلِّ مَثَلٍ ولئن جئتهم بآية لَّيَقُولَنَّ الذين كَفَرُواْ إِنْ أَنتُمْ إِلاَّ مُبْطِلُونَ﴾ أي ولقد وصفنا لهم كل صفة كأنها مثل في غرابتها وقصصنا عليهم كل قصة عجيبة الشأن كصفة المبعوثين يوم القيامة وقصتهم وما يقولون وما يقال لهم وما لا ينفع من اعتذارهم ولايسمع من استعتابهم ولكنهم لقسوة قلوبهم إذا جئتهم بآية من آيات القرآن قالوا جئتنا بزور وباطل
كَذَلِكَ يَطْبَعُ اللَّهُ عَلَى قُلُوبِ الَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ (٥٩)
﴿كذلك يَطْبَعُ الله على قُلُوبِ الذين لاَ يَعْلَمُونَ﴾ أي مثل ذلك الطبع وهو الختم يطبع الله على قلوب الجهلة الذين علم الله منهم اختيار الضلال حتى يسموا المحقين مبطلين وهم أعرق خلق الله في تلك الصفة
فَاصْبِرْ إِنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ وَلَا يَسْتَخِفَّنَّكَ الَّذِينَ لَا يُوقِنُونَ (٦٠)
﴿فاصبر﴾ على أذاهم أو عداوتهم ﴿إِنَّ وَعْدَ الله﴾ بنصرتك على أعدائك وإظهار دين الإسلام على كل دين ﴿حَقّ﴾ لا بد من إنجازه