للمسلم العاصي الذي دخل النار خلود في النار حيث يخرج منها ولا يكون له أيضاً خلود في الجنة لأنه لم يدخل الجنة ابتداء والمعتزلة لما لم يروا خروج العصاة من النار ردوا الأحاديث المروية في هذا الباب وكفى به اثما مبينا ﴿عَطَاء غَيْرَ مَجْذُوذٍ﴾ غير مقطوع ولكنه ممتد إلى غير نهاية كقوله لَهُمْ أَجْرٌ غَيْرُ ممنون وهو نصب فى المصدر أي أعطوا عطاء قيل كفرت الجهمية بأربع آيات عَطَاء غَيْرَ مَجْذُوذٍ أُكُلُهَا دَائِمٌ وما عند الله باق لا مقطوعة ولا ممنوعة
فَلَا تَكُ فِي مِرْيَةٍ مِمَّا يَعْبُدُ هَؤُلَاءِ مَا يَعْبُدُونَ إِلَّا كَمَا يَعْبُدُ آبَاؤُهُمْ مِنْ قَبْلُ وَإِنَّا لَمُوَفُّوهُمْ نَصِيبَهُمْ غَيْرَ مَنْقُوصٍ (١٠٩)
لما قص الله قصص عبدة الأوثان وذكر ما أحل بهم من نقمه وما أعد لهم من عذابه قال ﴿فَلاَ تَكُ فِى مِرْيَةٍ مّمَّا يَعْبُدُ هَؤُلاء﴾ أي فلا تشك بعد ما أنزل عليك من هذه القصص في سوء عاقبة عبادتهم لما أصاب أمثالهم قبلهم تسلية لرسول الله ﷺ وعدة بالانتقام منهم ووعيداً لهم ثم قال ﴿ما يعبدون إلا كما يعبد آباؤهم من قَبلُ﴾ يريد أن حالهم في الشرك مثل حال آبائهم وقد بلغك ما نزل بآبائهم قسينزلن بهم مثله وهو استئناف معناه تعليل النهي عن المرية وما فى مما وكما مصدرية أو موصولة أي من عبادتهم وكعبادتهم أو مما يعبدون من الأوثان ومثل ما يعبدون منها ﴿وَإِنَّا لَمُوَفُّوهُمْ نَصِيبَهُمْ﴾ حظهم من العذاب كما وفينا آباءهم أنصباءهم ﴿غَيْرَ مَنقُوصٍ﴾ حال من نصيبهم أى كاملا
وَلَقَدْ آتَيْنَا مُوسَى الْكِتَابَ فَاخْتُلِفَ فِيهِ وَلَوْلَا كَلِمَةٌ سَبَقَتْ مِنْ رَبِّكَ لَقُضِيَ بَيْنَهُمْ وَإِنَّهُمْ لَفِي شَكٍّ مِنْهُ مُرِيبٍ (١١٠)
﴿ولقد آتينا موسى الكتاب﴾ التوراة ﴿فاختلف فِيهِ﴾ آمن به قوم وكفر به قوم كما اختلف في القرآن وهو تسلية لرسول الله ﷺ ﴿وَلَوْلاَ كَلِمَةٌ سَبَقَتْ مِن رَّبّكَ﴾ إنه لا يعاجلهم بالعذاب ﴿لَقُضِيَ بَيْنَهُمْ﴾ بين قوم موسى أو قومك بالعذاب المستأصل ﴿وَإِنَّهُمْ لَفِى شَكّ مّنْهُ﴾ من القرآن أو من العذاب


الصفحة التالية
Icon