أَأَتَّخِذُ مِنْ دُونِهِ آلِهَةً إِنْ يُرِدْنِ الرَّحْمَنُ بِضُرٍّ لَا تُغْنِ عَنِّي شَفَاعَتُهُمْ شَيْئًا وَلَا يُنْقِذُونِ (٢٣)
﴿أأتخذ﴾ بهمزتين كوفى ﴿من دونه آلهة﴾ يعني الأصنام ﴿إِن يُرِدْنِ الرحمن بِضُرٍّ﴾ شرط جوابه ﴿لاَّ تُغْنِ عَنِّى شفاعتهم شَيْئاً وَلاَ يُنقِذُونِ﴾ من مكروه ولا ينقذوني فاسمعوني في الحالين يعقوب
إِنِّي إِذًا لَفِي ضَلَالٍ مُبِينٍ (٢٤)
﴿إِنِّى إِذاً﴾ أي إذا اتخذت ﴿لَفِى ضلال مُّبِينٍ﴾ ظاهر بين ولما نصح قومه أخذوا يرجمونه فأسرع نحو الرسل قبل أن يقتل فقال
يس (٣٢ - ٢٥)
لهم
إِنِّي آمَنْتُ بِرَبِّكُمْ فَاسْمَعُونِ (٢٥)
﴿إني آمنت بربكم فاسمعون﴾ أى اسمعوا إيمانى لتشهدو لي به ولما قتل
قِيلَ ادْخُلِ الْجَنَّةَ قَالَ يَا لَيْتَ قَوْمِي يَعْلَمُونَ (٢٦)
﴿قِيلَ﴾ له ﴿ادخل الجنة﴾ وقبره في سوق أنطاكية ولم يقل قيل له لأن الكلام سيق لبيان المقول لا لبيان المقول له مع كونه معلوماً وفيه دلالة أن الجنة مخلوقة وقال الحسن لما أراد القوم أن يقتلوه رفعه الله إليه وهو في الجنة ولا يموت إلا بفناء السموات والأرض فلما دخل الجنة ورأى نعيمها ﴿قَالَ يا ليت قومي يعلمون﴾
بِمَا غَفَرَ لِي رَبِّي وَجَعَلَنِي مِنَ الْمُكْرَمِينَ (٢٧)
﴿بِمَا غَفَرَ لِى رَبِّى﴾ أي بمغفرة ربي لي أو بالذي غفر لي ﴿وَجَعَلَنِى مِنَ المكرمين﴾ بالجنة
وَمَا أَنْزَلْنَا عَلَى قَوْمِهِ مِنْ بَعْدِهِ مِنْ جُنْدٍ مِنَ السَّمَاءِ وَمَا كُنَّا مُنْزِلِينَ (٢٨)
﴿وَمَا أَنزَلْنَا﴾ ما نافيه ﴿على قَوْمِهِ﴾ قوم حبيب ﴿مِن بَعْدِهِ﴾ أي من بعد قتله أو رفعه ﴿مِن جُندٍ مِّنَ السمآء﴾ لتعذيبهم ﴿وَمَا كُنَّا مُنزِلِينَ﴾ وما كان يصح في حكمتنا أن ننزل في إهلاك قوم حبيب جنداً من السماء وذلك لأن الله تعالى أجرى هلاك كل قوم على بعض الوجوه دون بعض لحكمة اقتضت ذلك
إِنْ كَانَتْ إِلَّا صَيْحَةً وَاحِدَةً فَإِذَا هُمْ خَامِدُونَ (٢٩)
﴿إِن كَانَتْ﴾ الأخذة أو العقوبة ﴿إِلاَّ صَيْحَةً واحدة﴾ صاح جبريل عليه السلام صيحة واحدة ﴿فَإِذَا هُمْ خامدون﴾ ميتون كما تخمد النار