إليهم من معصية الشيطان وطاعة الرحمن ﴿صراط مُّسْتَقِيمٌ﴾ أي صراط بليغ في استقامته ولا صراط أقوم منه
وَلَقَدْ أَضَلَّ مِنْكُمْ جِبِلًّا كَثِيرًا أَفَلَمْ تَكُونُوا تَعْقِلُونَ (٦٢)
﴿وَلَقَدْ أَضَلَّ مِنْكُمْ جِبِلاًّ﴾ بكسر الجيم والباء والتشديد مدني وعاصم وسهل جبلاً بضم الجيم والباء والتشديد يعقوب جُبْلاًّ مخففاً شامي وأبو عمرو وجبلا بضم الجيم والباء وتحفيف اللام غيرهم وهذه لغات في معنى الخلق ﴿كَثِيراً أَفَلَمْ تَكُونُواْ تَعْقِلُونَ﴾ استفهام تقريع على تركهم الانتفاع بالعقل
هَذِهِ جَهَنَّمُ الَّتِي كُنْتُمْ تُوعَدُونَ (٦٣)
﴿هذه جَهَنَّمُ التى كُنتُمْ تُوعَدُونَ﴾ بها
اصْلَوْهَا الْيَوْمَ بِمَا كُنْتُمْ تَكْفُرُونَ (٦٤)
﴿اصلوها اليوم بِمَا كُنتُمْ تَكْفُرُونَ﴾ ادخلوها بكفركم وإنكاركم لها
الْيَوْمَ نَخْتِمُ عَلَى أَفْوَاهِهِمْ وَتُكَلِّمُنَا أَيْدِيهِمْ وَتَشْهَدُ أَرْجُلُهُمْ بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ (٦٥)
﴿اليوم نختم على أفواههم﴾ أى تمنعهم من الكلام ﴿وَتُكَلِّمُنَا أَيْدِيهِمْ وَتَشْهَدُ أَرْجُلُهُمْ بِمَا كَانُواْ يَكْسِبُونَ﴾ يروى أنهم يجحدون ويخاصمون فتشهد عليهم جيرانهم وأهاليهم وعشائرهم فيحلفون ما كانوا مشركين فحينئذ يختم على أفواههم وتكلم أيديهم وأرجلهم وفي الحديث يقول العبد يوم القيامة إني لا أجيز عليّ إلا شاهداً من نفسي فيختم على فيه ويقال لأركانه أنطقي فتنطق بأعماله ثم يخلى بينه وبين الكلام فيقول بعداً لكن وسحقاً فعنكن كنت أناضل
وَلَوْ نَشَاءُ لَطَمَسْنَا عَلَى أَعْيُنِهِمْ فَاسْتَبَقُوا الصِّرَاطَ فَأَنَّى يُبْصِرُونَ (٦٦)
﴿وَلَوْ نَشَآءُ لَطَمَسْنَا على أَعْيُنِهِمْ﴾ لأعميناهم وأذهبنا أبصارهم والطمس تعفيه شق العين حتى تعود ممسوحة ﴿فاستبقوا الصراط﴾ على حذف الجار وإيصال الفعل والأصل فاستبقوا إلى الصراط ﴿فأنى يُبْصِرُونَ﴾