وَذَلَّلْنَاهَا لَهُمْ فَمِنْهَا رَكُوبُهُمْ وَمِنْهَا يَأْكُلُونَ (٧٢)
﴿وذللناها لَهُمْ﴾ وصيرناها منقادة لهم وإلا فمن كان يقدر عليها لولا تذليله تعالى وتسخيره لها ولهذا ألزم الله سبحانه الراكب أن يشكر هذه النعمة ويسبح بقوله سبحان الذى سخر لنا هذا وماكنا له مقرنين ﴿فَمِنْهَا رَكُوبُهُمْ﴾ وهو ما يركب ﴿وَمِنْهَا يَأْكُلُونَ﴾ أي سخرناها لهم ليركبوا ظهرها ويأكلوا لحمها
وَلَهُمْ فِيهَا مَنَافِعُ وَمَشَارِبُ أَفَلَا يَشْكُرُونَ (٧٣)
﴿وَلَهُمْ فِيهَا منافع﴾ من الجلود والأوبار وغير ذلك ﴿ومشارب﴾ م ٤ ن اللبن وهو جمع مشرب وهو موضع الشرب أو الشراب ﴿أَفَلاَ يَشْكُرُونَ﴾ الله على إنعام الأنعام
وَاتَّخَذُوا مِنْ دُونِ اللَّهِ آلِهَةً لَعَلَّهُمْ يُنْصَرُونَ (٧٤)
﴿واتخذوا من دون الله آلهة لَّعَلَّهُمْ يُنصَرُونَ﴾ أي لعل أصنامهم تنصرهم إذا حز بهم أمر
لَا يَسْتَطِيعُونَ نَصْرَهُمْ وَهُمْ لَهُمْ جُنْدٌ مُحْضَرُونَ (٧٥)
﴿لاَ يَسْتَطِيعُونَ﴾ أي آلهتهم ﴿نَصَرَهُمْ﴾ نصر عابديهم ﴿وَهُمْ لَهُمْ﴾ أي الكفار للأصنام ﴿جُندٌ﴾ أعوان وشيعة ﴿مُحْضَرُونَ﴾ يخدمونهم ويذبون عنهم أو اتخذوهم لينصروهم عند الله ويشفعوا لهم والأمر على خلاف ماتوهموا حيث هم يوم القيامة جند معدون لهم محضرون لعذابهم لأنهم يجعلون وقود النار
فَلَا يَحْزُنْكَ قَوْلُهُمْ إِنَّا نَعْلَمُ مَا يُسِرُّونَ وَمَا يُعْلِنُونَ (٧٦)
﴿فَلاَ يَحْزُنكَ قَوْلُهُمْ﴾ وبضم الياء وكسر الزاي نافع من حزنه وأحزنه يعني فلا يهمك تكذيبهم وأذاهم وجفاءهم ﴿إِنَّا نَعْلَمُ مَا يُسِرُّونَ﴾ من عداوتهم ﴿وَمَا يعلنون﴾ وإنا مجازوهم عليه نحق مثلك أن يتسلى بهذا الوعيد ويستحضر في نفسه صورة حاله وحالهم في الآخرة حتى ينقشع عنه الهم ولا يرهقه الحزن ومن زعم أن من قرأ إِنا نعلم بالفتح فسدت صلاته وإن اعتقد معناه كفر فقد أخطأ لأنه يمكن حمله على حذف لام التعليل وهو كثير في القرآن والشعر وفي كل كلام وعليه تلبية رسول الله ﷺ أن الحمد