عَلَى سُرُرٍ مُتَقَابِلِينَ (٤٤)
﴿على سُرُرٍ متقابلين﴾ التقابل أتم للسرور وآنس
يُطَافُ عَلَيْهِمْ بِكَأْسٍ مِنْ مَعِينٍ (٤٥)
﴿يُطَافُ عَلَيْهِمْ بِكَأْسٍ﴾ بغير همز أبو عمرو وحمزة في الوقف وغيرهما بالهمزة يقال للزجاجة فيها الخمر كأس وتسمى الخمر نفسها كأساً وعن الأخفش كل كأس في القرآن فهي الخمر وكذا فى تفسير ابن عباس رضى الله عنهما ﴿مِّن مَّعِينٍ﴾ من شراب معين أو من نهر معين وهو الجاري على وجه الأرض الظاهر للعيون وصف بما وصف به الماء لأنه يجري في الجنة في أنهار كما يجري الماء قال الله تعالى وأنهار مّنْ خمر
بَيْضَاءَ لَذَّةٍ لِلشَّارِبِينَ (٤٦)
﴿بَيْضَآءَ﴾ صفة للكأس ﴿لَذَّةٍ﴾ وصفت باللذة كأنها نفس اللذة وعينها أو ذات لذة ﴿لِلشَّارِبِينَ﴾
لَا فِيهَا غَوْلٌ وَلَا هُمْ عَنْهَا يُنْزَفُونَ (٤٧)
﴿لاَ فِيهَا غَوْلٌ﴾ أي لا تغتال عقولهم كخمور الدنيا وهو من غاله يغوله غولاً إذا أهلكه وأفسده ﴿وَلاَ هُمْ عَنْهَا يُنزَفُونَ﴾ يسكرون من نزف الشارب إذا ذهب عقله ويقال للسكران نزيف ومنزوف يُنزِفُونَ علي وحمزة أي لا يسكرون أو لا ينزِف شرابهم من أنزف الشارب إذا ذهب عقله أو شرابه
وَعِنْدَهُمْ قَاصِرَاتُ الطَّرْفِ عِينٌ (٤٨)
﴿وَعِندَهُمْ قاصرات الطرف﴾ قصرن أبصارهن على أزواجهن لا يمددن طرفاً إلى غيرهم ﴿عِينٌ﴾ جمع عيناء أي نجلاء واسعة العين
كَأَنَّهُنَّ بَيْضٌ مَكْنُونٌ (٤٩)
﴿كَأَنَّهُنَّ بَيْضٌ مَّكْنُونٌ﴾ مصون شبههن ببيض النعام المكنون في الصفاء وبها تشبه العرب النساء وتسميهن بيضات الخدور وعطف
فَأَقْبَلَ بَعْضُهُمْ عَلَى بَعْضٍ يَتَسَاءَلُونَ (٥٠)
﴿فَأَقْبَلَ بَعْضُهُمْ﴾ يعني أهل الجنة ﴿على بَعْضٍ يتساءلون﴾ على


الصفحة التالية
Icon