ولا معذبين والمعنى أن هذه حال المؤمنين وهو أن لا يذوقوا إلا الموتة الأولى بخلاف الكفار فإنهم فيما يتمنون فيه الموت كل ساعة وقيل لحكيم ما شر من الموت قال الذي يتمنى فيه الموت وهذا قول يقوله المؤمن تحدثا بنعمة الله بمسمع من قرينه ليكون توبيخاً له وزيادة تعذيب وموتتنا نصب على المصدر والاستثناء متصل تقديره ولا نموت إلا مرة أو منقطع وتقديره لكن الموتة الأولى قد كانت في الدنيا ثم قال لقرينه تقريعاً له
إِنَّ هَذَا لَهُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ (٦٠)
﴿إِنَّ هذا﴾ أي الأمر الذي نحن فيه ﴿لهو الفوز العظيم﴾ ثم قال الله عز وجل
لِمِثْلِ هَذَا فَلْيَعْمَلِ الْعَامِلُونَ (٦١)
﴿لِمِثْلِ هذا فَلْيَعْمَلِ العاملون﴾ وقيل هو أيضاً من كلامه
أَذَلِكَ خَيْرٌ نُزُلًا أَمْ شَجَرَةُ الزَّقُّومِ (٦٢)
﴿أذلك خَيْرٌ نُّزُلاً﴾ تمييز ﴿أَمْ شَجَرَةُ الزقوم﴾ أي نعيم الجنة وما فيها من اللذات والطعام والشراب خير نزلاً أم شجرة الزقوم خير نزلا والنزل مايقام للنازل بالمكان من الرزق والزقوم شجر مر يكون بتهامة
إِنَّا جَعَلْنَاهَا فِتْنَةً لِلظَّالِمِينَ (٦٣)
﴿إِنَّا جعلناها فِتْنَةً للظالمين﴾ محنة وعذاباً لهم في الآخرة أو ابتلاء لهم في الدنيا وذلك أنهم قالوا كيف يكون في النار شجرة والنار تحرق الشجر فكذبوا
إِنَّهَا شَجَرَةٌ تَخْرُجُ فِي أَصْلِ الْجَحِيمِ (٦٤)
﴿إِنَّهَا شَجَرَةٌ تَخْرُجُ فِى أَصْلِ الجحيم﴾ قيل منبتها في قعر جهنم وأغصانها ترتفع إلى دركاتها
طَلْعُهَا كَأَنَّهُ رُءُوسُ الشَّيَاطِينِ (٦٥)
﴿طلعها كأنه رؤوس الشياطين﴾ الطلع للنخلة فاستعير لما طلع من شجرة الزقوم من حملها وشبه برؤوس الشياطين للدلالة على تناهيه في الكراهة وقبح المنظر هائلة جداً
فَإِنَّهُمْ لَآكِلُونَ مِنْهَا فَمَالِئُونَ مِنْهَا الْبُطُونَ (٦٦)
﴿فَإِنَّهُمْ لآكِلُونَ مِنْهَا﴾ من الشجرة أي من طلعها {فَمَالِئُونَ


الصفحة التالية
Icon