قَالَ أَتَعْبُدُونَ مَا تَنْحِتُونَ (٩٥)
﴿قَالَ أَتَعْبُدُونَ مَا تَنْحِتُونَ﴾ بأيديكم
وَاللَّهُ خَلَقَكُمْ وَمَا تَعْمَلُونَ (٩٦)
﴿والله خَلَقَكُمْ وَمَا تَعْمَلُونَ﴾ وخلق ما تعملونه من الأصنام أو ما مصدرية أي وخلق أعمالكم وهو دليلنا في خلق الأفعال أي الله خالقكم وخالق أعمالكم فلم تعبدون غيره
قَالُوا ابْنُوا لَهُ بُنْيَانًا فَأَلْقُوهُ فِي الْجَحِيمِ (٩٧)
﴿قَالُواْ ابنوا لَهُ﴾ أي لأجله ﴿بنيانا﴾ من الحجر طوله ثلاثون ذراعاً وعرضه عشرون ذراعاً ﴿فَأَلْقُوهُ فِى الجحيم﴾ في النار الشديدة وقيل كل نار بعضها فوق بعض فهي جحيم
فَأَرَادُوا بِهِ كَيْدًا فَجَعَلْنَاهُمُ الْأَسْفَلِينَ (٩٨)
﴿فَأَرَادُواْ بِهِ كَيْداً﴾ بإلقائه في النار ﴿فجعلناهم الأسفلين﴾ المقهورين عند الإلقاء فخرج من النار
وَقَالَ إِنِّي ذَاهِبٌ إِلَى رَبِّي سَيَهْدِينِ (٩٩)
﴿وَقَالَ إِنِّى ذَاهِبٌ إلى رَبِّى﴾ إلى موضع أمرني بالذهاب إليه ﴿سَيَهْدِينِ﴾ سيرشدني إلى ما فيه صلاحي في ديني ويعصمني ويوفقني سيهديني فيهما يعقوب
رَبِّ هَبْ لِي مِنَ الصَّالِحِينَ (١٠٠)
﴿رَبِّ هَبْ لِى مِنَ الصالحين﴾ بعض الصالحين يريد الولد لأن لفظ الهبة غلب في الولد
فَبَشَّرْنَاهُ بِغُلَامٍ حَلِيمٍ (١٠١)
﴿فبشرناه بغلام حَلِيمٍ﴾ انطوت البشارة على ثلاث على أن الولد غلام ذكر وأنه يبلغ أوان الحلم لأن الصبي لا يوصف بالحلم وأنه يكون حليماً وأي حلم أعظم من حلمه حين عرض عليه أبوه الذبح فقال سَتَجِدُنِى إِن شَاء الله مِنَ الصابرين ثم استسلم لذلك
فَلَمَّا بَلَغَ مَعَهُ السَّعْيَ قَالَ يَا بُنَيَّ إِنِّي أَرَى فِي الْمَنَامِ أَنِّي أَذْبَحُكَ فَانْظُرْ مَاذَا تَرَى قَالَ يَا أَبَتِ افْعَلْ مَا تُؤْمَرُ سَتَجِدُنِي إِنْ شَاءَ اللَّهُ مِنَ الصَّابِرِينَ (١٠٢)
﴿فَلَمَّا بَلَغَ مَعَهُ السعى﴾ بلغ أن يسعى مع أبيه فى أشغاله وحوائجه ومعه لا يتعلق مبلغ لاقتضائه بلوغهما معا حد السعى ولا بالسعى لأن صلة المصدر لا تتقدم عليه فبقي أن يكون بياناً كأنه لما قال فَلَمَّا بَلَغَ السعى أي الحد الذي يقدر فيه على السعى قبل مع من قال مع أبيه