إسحق نبياً أي بأن يوجد مقدرة نبوّته فالعامل في الحال الوجود لا البشارة ﴿مِّنَ الصالحين﴾ حال ثانية وورودها على سبيل الثناء لأن كل نبي لا بد وأن يكون من الصالحين
وَبَارَكْنَا عَلَيْهِ وَعَلَى إِسْحَاقَ وَمِنْ ذُرِّيَّتِهِمَا مُحْسِنٌ وَظَالِمٌ لِنَفْسِهِ مُبِينٌ (١١٣)
﴿وباركنا عليه وعلى إسحاق﴾ أى أفضلنا عليهما بركات الدين والدنيا وقيل باركنا على إبراهيم في أولاده وعلى إسحق بأن أخرجنا من صلبه ألف نبي أولهم يعقوب وآخرهم عيسى عليهم السلام ﴿وَمِن ذُرِّيَّتِهِمَا مُحْسِنٌ﴾ مؤمن ﴿وظالم لِّنَفْسِهِ﴾ كافر ﴿مُّبِينٌ﴾ ظاهر أو محسن إلى الناس وظالم على نفسه بتعديه عن حدود الشرع وفيه تنبيه على أن الخبيث والطيب لا يجري أمرهما على العرق والعنصر فقد يلد البر الفاجر والفاجر البر وهذا مما يهدم أمر الطبائع والعناصر وعلى أن الظلم في أعقابهما لم يعد عليهما بعيب ولا نقيصة وأن المرء إنما يعاب بسوء فعله ويعاقب على ما اجترحت يداه لا على
الصافات (١٣٥ - ١١٤)
ما وجد من أصله وفرعه
وَلَقَدْ مَنَنَّا عَلَى مُوسَى وَهَارُونَ (١١٤)
﴿وَلَقَدْ مَنَنَّا﴾ أنعمنا ﴿على موسى وهارون﴾ بالنبوة
وَنَجَّيْنَاهُمَا وَقَوْمَهُمَا مِنَ الْكَرْبِ الْعَظِيمِ (١١٥)
﴿ونجيناهما وَقَوْمَهُمَا﴾ بني إسرائيل ﴿مِنَ الكرب العظيم﴾ من العرق أو من سلطان فرعون وقومه وغشمهم
وَنَصَرْنَاهُمْ فَكَانُوا هُمُ الْغَالِبِينَ (١١٦)
﴿ونصرناهم﴾ أي موسى وهرون وقومهما ﴿فَكَانُواْ هُمُ الغالبين﴾ على فرعون وقومه
وَآتَيْنَاهُمَا الْكِتَابَ الْمُسْتَبِينَ (١١٧)
﴿وآتيناهما الكتاب المستبين﴾ البليغ في بيانه وهو التوراة
وَهَدَيْنَاهُمَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ (١١٨)
﴿وهديناهما الصراط المستقيم﴾ صراط أهل الإسلام وهي صراط الذين أنعم الله عليهم غير المغضوب عليهم ولا الضالين


الصفحة التالية
Icon