بينهما المسافة أمر رسول الله باستفتاء قريش عن وجه إنكار البعث أولاً ثم ساق الكلام موصولاً بعضه ببعض ثم أمره باستفتائهم عن وجه القسمة الضيزى التي قسموها حيث جعلوا لله تعالى الإناث ولأنفسهم الذكور في قولهم الملائكة بنات الله مع كراهتهم الشديدة لهن ووأدهم واستنكافهم من ذكرهن
أَمْ خَلَقْنَا الْمَلَائِكَةَ إِنَاثًا وَهُمْ شَاهِدُونَ (١٥٠)
﴿أَمْ خَلَقْنَا الملائكة إناثا وَهُمْ شاهدون﴾ حاضرون تخصيص علمهم بالمشاهدة استهزاء بهم وتجهيل لهم لأنهم كما لم يعلموا ذلك مشاهدة لم يعلموه بخلق الله علمه في قلوبهم ولا بإخبار صادق ولا بطريق استدلال ونظر أو معناه أنهم يقولون ذلك عن طمأنينة نفس لإفراط جهلهم كأنهم شاهدوا خلقهم
أَلَا إِنَّهُمْ مِنْ إِفْكِهِمْ لَيَقُولُونَ (١٥١) وَلَدَ اللَّهُ وَإِنَّهُمْ لَكَاذِبُونَ (١٥٢)
﴿أَلاَ إِنَّهُم مِّنْ إِفْكِهِمْ لَيَقُولُونَ وَلَدَ الله وَإِنَّهُمْ لكاذبون﴾ في قولهم
أَصْطَفَى الْبَنَاتِ عَلَى الْبَنِينَ (١٥٣)
﴿أَصْطَفَى البنات على البنين﴾ بفتح الهمزة للاستفهام وهو استفهام توبيخ وحذفت همزة الوصل استغناء عنها بهمزة الاستفهام
مَا لَكُمْ كَيْفَ تَحْكُمُونَ (١٥٤)
﴿مَا لَكُمْ كَيْفَ تَحْكُمُونَ﴾ هذا الحكم الفاسد
أَفَلَا تَذَكَّرُونَ (١٥٥)
﴿أَفَلاَ تَذَكَّرُونَ﴾ بالتخفيف حمزة وعلي وحفص
أَمْ لَكُمْ سُلْطَانٌ مُبِينٌ (١٥٦)
﴿أَمْ لَكُمْ سلطان مُّبِينٌ﴾ حجة نزلت عليكم من السماء بأن الملائكة بنات الله
فَأْتُوا بِكِتَابِكُمْ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ (١٥٧)
﴿فَأْتُواْ بكتابكم﴾ الذي أنزل عليكم ﴿إِن كُنتُمْ صادقين﴾ في دعواكم
وَجَعَلُوا بَيْنَهُ وَبَيْنَ الْجِنَّةِ نَسَبًا وَلَقَدْ عَلِمَتِ الْجِنَّةُ إِنَّهُمْ لَمُحْضَرُونَ (١٥٨)
﴿وَجَعَلُواْ بَيْنَهُ﴾ بين الله ﴿وَبَيْنَ الجنة﴾ الملائكة لاستتارهم ﴿نَسَباً﴾ وهو زعمهم أنهم بناته أو قالوا إن إن الله تزوج من الجن فولدت له الملائكة وَلَقَدْ عَلِمَتِ الجنة إِنَّهُمْ لَمُحْضَرُونَ ولقد علمت الملائكة إن الذين قالوا هذا القول لمحضرون في النار