بليغ في العجب وقيل العجيب ماله مثل والعجاب مالا مثل له
وَانْطَلَقَ الْمَلَأُ مِنْهُمْ أَنِ امْشُوا وَاصْبِرُوا عَلَى آلِهَتِكُمْ إِنَّ هَذَا لَشَيْءٌ يُرَادُ (٦)
﴿وانطلق الملأ مِنْهُمْ أَنِ امشوا﴾ وانطلق أشراف قريش عن مجلس أبي طالب بعد ما بكتهم رسول الله ﷺ بالجواب العتيد قائلين بعضهم لبعض أَنِ امشوا وأن بمعنى أي لأن المنطلقين عن مجلس التقاول لابد لهم من أن يتكلموا ويتفاوضوا فيما جرى لهم فكان انطلاقهم متضمناً معنى القول ﴿وَاْصْبِرُواْ على﴾ عبادة ﴿آلهتكم إِنَّ هذا﴾ الأمر ﴿لَشَىْءٌ يُرَادُ﴾ أي يريده الله تعالى ويحكم بإمضائه فلا مرد له ولا ينفع فيه إلا الصبر أو إن هذا الأمر لشيء من نوائب الدهر يراد بنا فلا انفكاك لنا منه
مَا سَمِعْنَا بِهَذَا فِي الْمِلَّةِ الْآخِرَةِ إِنْ هَذَا إِلَّا اخْتِلَاقٌ (٧)
﴿ما سمعنا بهذا﴾ التوحيد ﴿فِى الملة الآخرة﴾ في ملة عيسى التي هي آخر الملل لأن النصارى مثلثه غير موحدة أو في ملة قريش التي أدركنا عليها آباءنا ﴿إن هذا﴾ ماهذا ﴿إِلاَّ اختلاق﴾ كذب اختلقه محمد من تلقاء نفسه
أَأُنْزِلَ عَلَيْهِ الذِّكْرُ مِنْ بَيْنِنَا بَلْ هُمْ فِي شَكٍّ مِنْ ذِكْرِي بَلْ لَمَّا يَذُوقُوا عَذَابِ (٨)
﴿أأنزل عَلَيْهِ الذكر﴾ القرآن ﴿مِّن بَيْنِنَا﴾ أنكروا أن يختص بالشرف من بين أشرافهم وينزل عليه الكتاب من بينهم حسداً ﴿بْل هُمْ فَى شَكٍّ مِّن ذِكْرِى﴾ من القرآن ﴿بَل لَّمَّا يَذُوقُواْ عَذَابِ﴾ بل لم يذوقوا عذابي بعد فإذا ذاقوه زال عنهم مابهم من الشك والحسد حينئذ أي أنهم لا يصدقون به إلا أن يمسهم العذاب فيصدقون حينئذ
أَمْ عِنْدَهُمْ خَزَائِنُ رَحْمَةِ رَبِّكَ الْعَزِيزِ الْوَهَّابِ (٩)
﴿أَمْ عِندَهُمْ خَزَآئِنُ رَحْمَةِ رَبِّكَ العزيز الوهاب﴾ يعنى ماهم بمالكي خزائن الرحمة حتى يصيبوا بها من شاءوا ويصرفوها عمن شاءوا ويتخيروا للنبوة بعض صناديدهم ويترفعوا بها عن محمد وإنما الذي يملك الرحمة وخزائنها العزيز القاهر على خلقه الوهاب الكثير المواهب المصيب بها مواقعها الذي يقسمها على ما تقتضيه حكمته ثم رشح هذا المعنى فقال
أَمْ لَهُمْ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا فَلْيَرْتَقُوا فِي الْأَسْبَابِ (١٠)
﴿أَمْ لَهُم مٌّلْكُ السماوات والارض وَمَا بَيَنَهُمَا﴾ حتى يتكلموا في الأمور الربانية