فوضع في حجره فوالذي نفس محمد بيده لو قال إن شاء الله لجاهدوا في سبيل الله فرساناً أجمعون وأما ما يُروى من حديث الخاتم والشيطان وعبادة الوثن في بيت سليمان عليه السلام فمن أباطيل اليهود
قَالَ رَبِّ اغْفِرْ لِي وَهَبْ لِي مُلْكًا لَا يَنْبَغِي لِأَحَدٍ مِنْ بَعْدِي إِنَّكَ أَنْتَ الْوَهَّابُ (٣٥)
﴿قَالَ رَبِّ اغفر لِى وَهَبْ لِى مُلْكاً﴾ قدم الاستغفار على استيهاب الملك جرياً على عادة الأنبياء
عليهم السلام والصالحين في تقديم الاستغفار على السؤال لاَّ يَنبَغِى لا يتسهل ولا يكون لأَِحَدٍ مّن بَعْدِى أي دوني وبفتح الياء مدنى وأبو عمر وإنما سأل بهذه الصفة ليكون معجزة له لأحسدا وكان قبل ذلك لم يسخر له الريح والشياطين فلما دعا بذلك سخرت له الريح والشياطين ولن يكون معجزة حتى يخرق العادات ﴿إِنَّكَ أَنتَ الوهاب﴾
فَسَخَّرْنَا لَهُ الرِّيحَ تَجْرِي بِأَمْرِهِ رُخَاءً حَيْثُ أَصَابَ (٣٦)
﴿فَسَخَّرْنَا لَهُ الريح﴾ الرياح أبو جعفر تَجْرِى حال من الريح بأمره سليمان رُخَآءَ لينة طيبة لا تزعزع وهو حال من ضمير تَجْرِى حَيْثُ ظرف تَجْرِى أصاب قصد وأرد والعرب تقول أصاب الصواب فاخطأ الجواب
وَالشَّيَاطِينَ كُلَّ بَنَّاءٍ وَغَوَّاصٍ (٣٧)
﴿والشياطين﴾ عطف على الريح أي سخرنا له الشياطين ﴿كُلَّ بَنَّآءٍ﴾ بدل من الشياطين كانوا يبنون له ما شاء من الأبنية وَغَوَّاصٍ أى ويغصون له في البحر لإخراج اللؤلؤ وهو أول من استخرج اللؤلو من البحر والمعنى وسخرنا له كل بناء وغواص من الشياطين
وَآخَرِينَ مُقَرَّنِينَ فِي الْأَصْفَادِ (٣٨)
﴿وآخرين﴾ عطف على كُلَّ بَنَّاء داخل في حكم البدل ﴿مُّقَرَّنِينَ فِى الأصفاد﴾ وكان يقرن مردة الشياطين بعضهم مع بعض في القيود والسلاسل للتأديب والكف عن الفساد والصفد القيد وسمي به العطاء لأنه ارتباط للمنعم عليه ومنه قول على رضى الله عنه من برك فقد أسرك ومن جفاك فقد أطلقك


الصفحة التالية
Icon