هَذَا عَطَاؤُنَا فَامْنُنْ أَوْ أَمْسِكْ بِغَيْرِ حِسَابٍ (٣٩)
﴿هذا﴾ الذي أعطيناك من الملك والمال والبسطة عَطَآؤُنَا فامنن فأعط منه ما شئت من المنة وهي العطاء أَوْ أَمْسِكْ عن العطاء وكان إذا أعطى أجر وإن منع لم يأثم بخلاف غيره بغير حساب متعلق بعطاؤنا وقيل هو حال أي هذا عطاؤنا جماً كثيراً لا يكاد يقدر على حصره أو هذا التسخير عطاؤنا فامنن على ما شئت من الشياطين بالإطلاق أو أمسك من شئت منهم في الوثاق بغير حساب أي لاحساب عليك في ذلك
وَإِنَّ لَهُ عِنْدَنَا لَزُلْفَى وَحُسْنَ مَآبٍ (٤٠)
﴿وإن له عندنا لزلفى وحسن مآب﴾ لزلفى اسم إن والخبر لَهُ والعامل في عند الخبر
وَاذْكُرْ عَبْدَنَا أَيُّوبَ إِذْ نَادَى رَبَّهُ أَنِّي مَسَّنِيَ الشَّيْطَانُ بِنُصْبٍ وَعَذَابٍ (٤١)
﴿واذكر عَبْدَنَآ أَيُّوبَ﴾ هو بدل من عَبْدَنَا أو عطف بيان ﴿إِذْ﴾ بدل اشتمال منه ﴿نادى ربه﴾ دعاه ﴿أني مسني﴾ بأبي مسني حكاية لكلامة الذي ناداه بسببه ولو لم يحك لقال بأنه مسه لأنه غائب ﴿الشيطان بِنُصْبٍ﴾ قراءة العامة بِنُصُب يزيد تثقيل نصب ينصب كرشد ورشد يعقوب بِنصب على أصل المصدر هبيرة والمعنى واحد وهو التعب والمشقة ﴿وَعَذَابٍ﴾ يريد مرضه وما كان يقاسي فيه من أنواع الوصب وقيل أراد ما كان يوسوس به إليه فى مرضه من تعظيم مانزل به من البلاء ويغريه على الكراهة والجزع فالتجأ إلى الله في أن يكفيه ذلك بكشف البلاء أو بالتوفيق في دفعه ورده بالصبر الجميل ورُوي أنه كان يعوده ثلاثة من المؤمنين فارتد أحدهم فسأل عنه فقيل ألقى إليه الشيطان أن الله لا يبتلي الأنبياء والصالحين وذكر في سبب بلائه أنه ذبح شاة فأكلها وجاره جائع أو رأى منكراً فسكت عنه أو ابتلاه الله لرفع الدراجات بلا زلة سبقت منه
ارْكُضْ بِرِجْلِكَ هَذَا مُغْتَسَلٌ بَارِدٌ وَشَرَابٌ (٤٢)
﴿اركض برجلك﴾
حكاية ما أجيب به أيوب عليه السلام أي أرسلنا


الصفحة التالية
Icon