وَإِنَّهُمْ عِنْدَنَا لَمِنَ الْمُصْطَفَيْنَ الْأَخْيَارِ (٤٧)
﴿وَإِنَّهُمْ عِندَنَا لَمِنَ المصطفين﴾ المختارين من بين أبناء جنسهم ﴿الأخيار﴾ جمع خير أو خير على التخفيف كأموات في جمع ميت أو ميت
وَاذْكُرْ إِسْمَاعِيلَ وَالْيَسَعَ وَذَا الْكِفْلِ وَكُلٌّ مِنَ الْأَخْيَارِ (٤٨)
﴿واذكر إسماعيل واليسع﴾ كأن حرف التعريف دخل على يسع ﴿وَذَا الكفل وَكُلٌّ﴾ التنوين عوض عن المضاف إليه أي وكلهم ﴿مِّنَ الأخيار﴾
هَذَا ذِكْرٌ وَإِنَّ لِلْمُتَّقِينَ لَحُسْنَ مَآبٍ (٤٩)
﴿هذا ذكر وإن للمتقين لحسن مآب﴾ أي هذا شرف وذكر جميل يذكرون به أبداً وإن لهم مع ذلك لحسن مرجع يعني يذكرون في الدنيا بالجميل ويرجعون في الآخرة إلى مغفرة رب جليل ثم بين كيفية حسن ذلك المرجع فقال
جَنَّاتِ عَدْنٍ مُفَتَّحَةً لَهُمُ الْأَبْوَابُ (٥٠)
﴿جنات عدن﴾ بدل من حسن مآب ﴿مُّفَتَّحَةً﴾ حال من جنات لأنها معرفة لإضافتها إلى عَدْنٍ وهو علم والعامل فيها ما في لّلْمُتَّقِينَ من معنى الفعل ﴿لَّهُمُ الأبواب﴾ ارتفاع الأبواب بأنها فاعل مُّفَتَّحَةً والعائد محذوف أي مفتحة لهم الأبواب منها فحذف كما حذف في قوله فَإِنَّ الجحيم هِىَ المأوى أي لهم أو أبوابها إلا أن الأول أجود أو هي بدل من الضمير في مُّفَتَّحَةً وهو ضمير الجنات تقديره مفتحة هي الأبواب وهو من بدل الاشتمال
مُتَّكِئِينَ فِيهَا يَدْعُونَ فِيهَا بِفَاكِهَةٍ كَثِيرَةٍ وَشَرَابٍ (٥١)
﴿متكئين﴾ حال من المحرور في لَهُمْ والعامل مُّفَتَّحَةً ﴿فِيهَا يَدْعُونَ فِيهَا بفاكهة كَثِيرَةٍ وَشَرَابٍ﴾ أي وشراب كثير فحذف اكتفاء بالأول
وَعِنْدَهُمْ قَاصِرَاتُ الطَّرْفِ أَتْرَابٌ (٥٢)
﴿وَعِندَهُمْ قاصرات الطرف﴾ أي قصرن طرفهن على أزواجهن ﴿أتراب﴾ لذات أسنانهن كأسنانهم لأن التحاب بين الأقران أثبت كأن اللذات سمين أتراباً لأن التراب مسهن في وقت واحد
هَذَا مَا تُوعَدُونَ لِيَوْمِ الْحِسَابِ (٥٣)
﴿هذا ما توعدون﴾ وبالياء مكى وأبو عمرو ﴿لِيَوْمِ الحساب﴾ أي ليوم تجزى كل نفس بما عملت