لتضرركم بالكفر وانتفاعكم بالإيمان ﴿وَلاَ يرضى لِعِبَادِهِ الكفر﴾ لأن الكفر ليس برضا الله تعالى وإن كان بإرادته ﴿وَإِن تَشْكُرُواْ﴾ فتؤمنوا ﴿يَرْضَهُ لَكُمْ﴾ أي يرض الشكر لكم لأنه سبب فوزكم فيثيبكم عليه الجنة يرضه بضم الهاء والإشباع مكي وعلي يرضه بضم الهاء بدون الإشباع نافع وهشام وعاصم غير يحيى وحماد وغيرهم يرضه ﴿وَلاَ تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أخرى﴾ أي لا يؤاخذ أحد بذنب آخر ﴿ثُمَّ إلى رَبِّكُمْ مَّرْجِعُكُمْ﴾ إلى جزاء ربكم رجوعكم ﴿فَيُنَبّئُكُمْ بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ﴾ فيخبركم بأعمالكم ويجازيكم عليها ﴿إِنَّهُ عَلِيمٌ بِذَاتِ الصدور﴾ بخفيات القلوب
وَإِذَا مَسَّ الْإِنْسَانَ ضُرٌّ دَعَا رَبَّهُ مُنِيبًا إِلَيْهِ ثُمَّ إِذَا خَوَّلَهُ نِعْمَةً مِنْهُ نَسِيَ مَا كَانَ يَدْعُو إِلَيْهِ مِنْ قَبْلُ وَجَعَلَ لِلَّهِ أَنْدَادًا لِيُضِلَّ عَنْ سَبِيلِهِ قُلْ تَمَتَّعْ بِكُفْرِكَ قَلِيلًا إِنَّكَ مِنْ أَصْحَابِ النَّارِ (٨)
﴿وَإِذَا مَسَّ الإنسان﴾ هو أبو جهل أو كل كافر ﴿ضُرٌّ﴾ بلاء وشدة والمس في الأعراض مجاز ﴿دَعَا رَبَّهُ مُنِيباً إِلَيْهِ﴾ راجعاً إلى الله بالدعاء لا يدعو غيره ﴿ثُمَّ إِذَا خَوَّلَهُ﴾ أعطاه ﴿نِعْمَةً مِّنْهُ﴾ من الله عز وجل ﴿نَسِىَ مَا كَانَ يَدْعُو إِلَيْهِ مِن قَبْلُ﴾ أى
الزمر (١٠ - ٨)
نسى ربه الذى كان يتضرع إليه وما بمعنى من كقوله وَمَا خَلَقَ الذكر والانثى أو نسي الضر الذي كان يدعو الله إلى كشفه ﴿وَجَعَلَ لِلَّهِ أَندَاداً﴾ أمثالاً ﴿لِيُضِلَّ﴾ ليضل مكى وأبوعمرو ويعقوب ﴿عَن سَبِيلِهِ﴾ أي الإسلام ﴿قُلْ﴾ يا محمد ﴿تَمَتَّعَ﴾ أمر تهديد ﴿بِكُفْرِكَ قَلِيلاً﴾ أي في الدنيا ﴿إِنَّكَ مِنْ أصحاب النار﴾ من أهلها
أَمَّنْ هُوَ قَانِتٌ آنَاءَ اللَّيْلِ سَاجِدًا وَقَائِمًا يَحْذَرُ الْآخِرَةَ وَيَرْجُو رَحْمَةَ رَبِّهِ قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ إِنَّمَا يَتَذَكَّرُ أُولُو الْأَلْبَابِ (٩)
﴿أَمَّنْ﴾ قرأ بالتخفيف مكي ونافع وحمزة على إدخال همزة الاستفهام على من وبالتشديد غيرهم على ادخال أم عليه ومن مبتدأ خبره محذوف تقديره أمن ﴿هُوَ قَانِتٌ﴾ كغيره أي أمن هو مطيع كمن هو عاص والقانت المطيع لله وإنما حذف لدلالة الكلام عليه وهو جرى ذكر الكافر قبله وقوله بعده قُلْ هَلْ يَسْتَوِى الذين يَعْلَمُونَ والذين


الصفحة التالية
Icon