الغصص واحتمال البلايا في طاعة الله وازدياد الخير ﴿أَجْرَهُمْ بغير حساب﴾ عن ابن عباس رضى الله عنهما لا يهتدي إليه حساب الحسّاب ولا يعرف وهو حال من الأجر أي موفراً
قُلْ إِنِّي أُمِرْتُ أَنْ أَعْبُدَ اللَّهَ مُخْلِصًا لَهُ الدِّينَ (١١)
﴿قُلْ إِنِّى أُمِرْتُ أَنْ أَعْبُدَ الله﴾ بأن أعبد الله ﴿مُخْلِصاً لَّهُ الدين﴾ أي أمرت باخلاص الدين
وَأُمِرْتُ لِأَنْ أَكُونَ أَوَّلَ الْمُسْلِمِينَ (١٢)
﴿وَأُمِرْتُ لأَِنْ أَكُونَ أَوَّلَ المسلمين﴾ وأمرت بذلك لأجل أن أكون أول المسلمين أي مقدمهم وسابقهم في الدنيا والآخرة والمعنى أن الإخلاص له السبقة فى الدنيا فمن أخلص كان سابقاً فالأول أمر بالعبادة مع الإخلاص والثاني بالسبق فلاختلاف جهتيهما نزلاً منزلة المختلفين فصح عطف أحدهما على الآخر
قُلْ إِنِّي أَخَافُ إِنْ عَصَيْتُ رَبِّي عَذَابَ يَوْمٍ عَظِيمٍ (١٣)
﴿قُلْ إِنّي أَخَافُ إِنْ عَصَيْتُ رَبّي عَذَابَ يَوْمٍ عَظِيمٍ﴾ لمن دعاك بالرجوع إلى دين آبائك وذلك أن كفار قريش قالوا له عليه السلام الاتنظر إلى أبيك وجدك وسادات قومك يعبدون اللات والعزى فنزلت رداً عليهم
قُلِ اللَّهَ أَعْبُدُ مُخْلِصًا لَهُ دِينِي (١٤)
﴿قُلِ الله أَعْبُدُ مُخْلِصاً لَّهُ دِينِى﴾ وهذه الآية إخبار بأنه يخص الله وحده بعبادته مخلصاً له دينه دون غيره والأولى إخبار بأنه مأمور بالعبادة والإخلاص فالكلام أولاً واقع في نفس الفعل وإثباته وثانياً فيما يفعل الفعل لأجله ولذلك رتب عليه قوله
فَاعْبُدُوا مَا شِئْتُمْ مِنْ دُونِهِ قُلْ إِنَّ الْخَاسِرِينَ الَّذِينَ خَسِرُوا أَنْفُسَهُمْ وَأَهْلِيهِمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَلَا ذَلِكَ هُوَ الْخُسْرَانُ الْمُبِينُ (١٥)
﴿فاعبدوا مَا شِئْتُمْ مِّن دُونِهِ﴾ وهذا أمر تهديد وقيل له عليه السلام إن خالفت دين آبائك فقد خسرت فنزلت ﴿قُلْ إِنَّ الخاسرين﴾ أي الكاملين في الخسران الجامعين لوجوهه وأسبابه ﴿الذين خَسِرُواْ أَنفُسَهُم﴾ بإهلاكها في النار ﴿وَأَهْلِيهِمْ﴾ أي وخسروا أهليهم ﴿يَوْمُ القيامة﴾ لأنهم أضلوهم فصاروا إلى النار ولقد وصف خسرانهم بغاية الفظاعة في قوله ﴿أَلاَ ذَلِكَ هُوَ الخسران المبين﴾ حيث صدر