ومعبوديه بعبد اشترك فيه شركاء بينهم تنازع واختلاف وكل واحد منهم يدعي أنه عبده فهم يتجاذبونه ويتعاورونه في مهن شتى وهو متحير لا يدري أيهم يرضي بخدمته وعلى أيهم يعتمد في حاجاته وممن يطلب رزقه وممن يلتمس رفقه فهمه شعاع وقلبه أوزاع والمؤمن بعبد له سيد واحد فهّمه واحد وقلبه مجتمع
إِنَّكَ مَيِّتٌ وَإِنَّهُمْ مَيِّتُونَ (٣٠)
﴿إِنَّكَ مَيِّتٌ﴾ أي ستموت ﴿وَإِنَّهُمْ مَّيِّتُونَ﴾ وبالتخفيف من حل به الموت قال الخليل أنشد أبو عمرو... وتسألني تفسير ميت وميّت... فدونك قد فسرت إن كنت تعقلُ...
... فمن كان ذا روح فذلك ميت... وما الميت إلا من إلى القبر يحملُ...
كانوا يتربصون برسول الله ﷺ موته فأخبر أن الموت يعمهم فلا معنى للتربص وشماتة الفاني بالفاني وعن قتادة نعى إلى نبيه نفسه ونعى إليكم أنفسكم أي إنك وإياهم في عداد الموتى لأن ما هو كائن فكأن قد كان
ثُمَّ إِنَّكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ عِنْدَ رَبِّكُمْ تَخْتَصِمُونَ (٣١)
﴿ثُمَّ إِنَّكُمْ﴾ أي إنك وإياهم فغلب ضمير المخاطب على ضمير الغيب ﴿يَوْمَ القيامة عِندَ رَبِّكُمْ تَخْتَصِمُونَ﴾ فتحتج أنت عليهم بأنك بلغت فكذبوا واجتهدت في الدعوة فلجّوا في العناد ويعتذرون بمالا طائل تحته تقول الأتباع أطعنا ساداتنا وكبراءنا وتقول السادات أغوتنا الشياطين وآباؤنا الأقدمون قال الصحابة رصى الله عنهم أجمعين ما خصومتنا ونحن إخوان فلما قتل عثمان رضى الله عنه قالوا هذه خصومتنا وعن أبي العالية نزلت في أهل القبلة وذلك في الدماء والمظالم التي بينهم والوجه هو الأوّل ألا ترى إلى قوله
فَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنْ كَذَبَ عَلَى اللَّهِ وَكَذَّبَ بِالصِّدْقِ إِذْ جَاءَهُ أَلَيْسَ فِي جَهَنَّمَ مَثْوًى لِلْكَافِرِينَ (٣٢)
﴿فَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّن كَذَبَ علَى الله﴾ وقوله والذى جَاء بالصدق وَصَدَّقَ