قُلْ يَا قَوْمِ اعْمَلُوا عَلَى مَكَانَتِكُمْ إِنِّي عَامِلٌ فَسَوْفَ تَعْلَمُونَ (٣٩)
﴿قل يا قوم اعملوا على مكانتكم﴾ على حالكم
الزمر (٤٢ - ٤٠)
عمل ﴿فسوف تعلمون﴾ التي أنتم عليها وجهتكم من العداوة التي تمكنتم منها والمكانة بمعنى المكان فاستعيرت عن العين للمعنى كما يستعار هنا وحيث للزمان وهما للمكان ﴿إِنِّى عامل﴾ أي على مكانتي وحذف للاختصار ولما فيه من زيادة الوعيد والإيذان بأن حالته تزداد كل يوم قوّة لأن الله تعالى ناصره ومعينه ألا ترى إلى قوله ﴿فَسَوْفَ تَعْلَمُونَ﴾
مَنْ يَأْتِيهِ عَذَابٌ يُخْزِيهِ وَيَحِلُّ عَلَيْهِ عَذَابٌ مُقِيمٌ (٤٠)
﴿مَن يَأْتِيهِ عَذَابٌ يُخْزِيهِ وَيَحِلُّ عَلَيْهِ عَذَابٌ مُّقِيمٌ﴾ كيف توعدهم بكونه منصوراً عليهم غالباً عليهم في الدنيا والآخرة لأنهم إذا أتاهم الخزي والعذاب فذاك عزه وغلبته من حيث إن الغلبة تتم له بعز بعزيز من أوليائه وبذل ذليل من أعدائه ويخزيه صفة للعذاب كمقيم أي عذاب مخزلة وهو يوم بدر وعذاب دائم وهو عذاب النار مكاناتكم أبو بكر وحماد
إِنَّا أَنْزَلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ لِلنَّاسِ بِالْحَقِّ فَمَنِ اهْتَدَى فَلِنَفْسِهِ وَمَنْ ضَلَّ فَإِنَّمَا يَضِلُّ عَلَيْهَا وَمَا أَنْتَ عَلَيْهِمْ بِوَكِيلٍ (٤١)
﴿إِنَّا أَنزَلْنَا عَلَيْكَ الكتاب﴾ القرآن ﴿لِلنَّاسِ﴾ لأجلهم ولأجل حاجتهم إليه ليبشروا وينذروا فتقوى دواعيهم إلى اختيار الطاعة على المعصية ﴿بالحق فَمَنِ اهتدى فَلِنَفْسِهِ﴾ فمن اختار الهدى فقد نفع نفسه ﴿وَمَن ضَلَّ فَإِنَّمَا يَضِلُّ عَلَيْهَا﴾ ومن اختار الضلالة فقد ضرها ﴿وَمَآ أَنتَ عَلَيْهِم بِوَكِيلٍ﴾ بحفيظ ثم أخبر بأنه الحفيظ القدير عليهم بقوله
اللَّهُ يَتَوَفَّى الْأَنْفُسَ حِينَ مَوْتِهَا وَالَّتِي لَمْ تَمُتْ فِي مَنَامِهَا فَيُمْسِكُ الَّتِي قَضَى عَلَيْهَا الْمَوْتَ وَيُرْسِلُ الْأُخْرَى إِلَى أَجَلٍ مُسَمًّى إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ (٤٢)
﴿الله يَتَوَفَّى الأنفس حِينَ مِوْتِهَا﴾ الأنفس الجمل كما هي وتوفيها إماتتها وهو أن يسلب ما هي به حية حساسة دراكة ﴿والتى لَمْ تَمُتْ فِى مَنَامِهَا﴾ ويتوفى الأنفس التي لم تمت في منامها أي يتوفاها حين تنام تشبيها للقائمين بالموتى حيث لا يميزون ولا يتصرفون كما أن الموتى كذلك ومنه قوله تعالى وَهُوَ الذي يتوفاكم بالليل ﴿فَيُمْسِكُ﴾ الأنفس ﴿التى قضى﴾ قُضِىَ حمزة وعلي ﴿عَلَيْهَا الموت﴾ الحقيقي أي