وَأَنِيبُوا إِلَى رَبِّكُمْ وَأَسْلِمُوا لَهُ مِنْ قَبْلِ أَنْ يَأْتِيَكُمُ الْعَذَابُ ثُمَّ لَا تُنْصَرُونَ (٥٤)
﴿وأنيبوا إلى ربكم﴾ وتوبوا إليه ﴿وأسلموا﴾ وأخلصوا له العمل ﴿مِن قَبْلِ أَن يَأْتِيَكُمُ العذاب ثم لا تنصرون﴾
الزمر (٥٩ - ٥٥)
إن لم تتوبوا قبل نزول العقاب
وَاتَّبِعُوا أَحْسَنَ مَا أُنْزِلَ إِلَيْكُمْ مِنْ رَبِّكُمْ مِنْ قَبْلِ أَنْ يَأْتِيَكُمُ الْعَذَابُ بَغْتَةً وَأَنْتُمْ لَا تَشْعُرُونَ (٥٥)
﴿واتبعوا أَحْسَنَ مَآ أُنزِلَ إِلَيْكُم مِّن رَّبِّكُمْ﴾ مثل قوله الذين يَسْتَمِعُونَ القول فَيَتَّبِعُونَ أَحْسَنَهُ وقوله ﴿مِّن قَبْلِ أَن يَأْتِيَكُمُ العذاب بَغْتَةً وَأَنتُمْ لاَ تَشْعُرُونَ﴾ أي يفجؤكم وأنتم غافلون كأنكم لا تخشون شيئاً لفرط غفلتكم
أَنْ تَقُولَ نَفْسٌ يَا حَسْرَتَا عَلَى مَا فَرَّطْتُ فِي جَنْبِ اللَّهِ وَإِنْ كُنْتُ لَمِنَ السَّاخِرِينَ (٥٦)
﴿أَن تَقُولَ﴾ لئلا تقول ﴿نَفْسٌ﴾ إنما نكرت لأن المرد بها بعض الأنفس وهي نفس الكافر ويجوز أن يراد نفس متميزة من الأنفس إما بلجاج في الكفر شديد أو بعذاب عظيم ويجوز أن يراد التكثير ﴿يا حسرتى﴾ الألف بدل من ياء المتكلم وقرىء يا حسرتى على الأصل ويا حسرتاي على الجمع بين العوض والمعوض منه ﴿على ما فرطت﴾ قصرت وما مصدرية مثلها فى بما رحبت ﴿فِى جَنبِ الله﴾ في أمر الله أو في طاعة الله أو في ذاته وفي حرف عبد الله في ذكر الله والجنب الجانب يقال أنا في جنب فلان وجانبه وناحيته وفلان لين الجانب والجنب ثم قالوا فرط في جنبه وفي جانبه يريدون في حقه وهذا من باب الكناية لأنك إذا أثبت الأمر في مكان الرجل وحيزه فقد أثبته فيه ومنه الحديث من الشرك الخفي أن يصلي الرجل لمكان الرجل أي لأجله وقال الزجاج معناه فرط في طريق الله وهو توحيده والاقرار بنبوة محمد ﷺ ﴿وَإِن كُنتُ لَمِنَ الساخرين﴾ المستهزئين قال قتادة لم يكفه أن