وثيقاً وأعاد ذكر الميثاق لانضمام الوصف إليه وإنما فعلنا ذلك
لِيَسْأَلَ الصَّادِقِينَ عَنْ صِدْقِهِمْ وَأَعَدَّ لِلْكَافِرِينَ عَذَابًا أَلِيمًا (٨)
﴿ليسأل﴾ الله ﴿الصادقين﴾ أي الأنبياء ﴿عَن صِدْقِهِمْ﴾ عما قالوه لقومهم أو ليسأل المصدقين للأنبياء عن تصديقهم لأن من قال الصادق صدقت كان صادقا فى قوله اوليسأل الأنبياء ما الذي أجابتهم أممهم وهو كقوله يَوْمَ يَجْمَعُ الله الرسل فَيَقُولُ مَاذَا أُجِبْتُمْ ﴿وَأَعَدَّ للكافرين﴾ بالرسل ﴿عَذَاباً أَلِيماً﴾ وهو عطف على أَخَذْنَا لأن المعنى أن الله أكد على الأنبياء الدعوة إلى دينه لأجل إثابة المؤمنين وأعد للكافرين عذاباً أليماً أو على مادل عليه لِّيَسْأَلَ الصادقين كأنه قال فأثاب المؤمنين وأعد للكافرين
يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اذْكُرُوا نِعْمَةَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ جَاءَتْكُمْ جُنُودٌ فَأَرْسَلْنَا عَلَيْهِمْ رِيحًا وَجُنُودًا لَمْ تَرَوْهَا وَكَانَ اللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرًا (٩)
﴿يا أيها الذين آمنوا اذكروا نِعْمَةَ الله عَلَيْكُمْ﴾ أي ما أنعم الله به عليكم يوم الأحزاب وهو يوم الخندق وكان بعد حرب أحد بسنة ﴿إِذْ جَاءتْكُمْ جُنُودٌ﴾ أي الأحزاب وهم قريش وغطفان وقريظة والنصير ﴿فَأَرْسَلْنَا عَلَيْهِمْ رِيحاً﴾ أي الصبا قال عليه السلام نصرت بالصبا وأهلكت عاد بالدبور ﴿وَجُنُوداً لَّمْ تَرَوْهَا﴾ وهم الملائكة وكانوا ألفاً بعث الله عليهم صبا باردة في ليلة شاتية فأخصرتهم وأسفت التراب في وجوههم وأمر الملائكة فقلعت الاوتاد وقطعت الاطنان وأطفأت النيران وأكفأت القدور وماجت الخيل بعضها في بعض وقذف في قلوبهم الرعب وكبرت الملائكة في جوانب عسكرهم فانهزموا من غير قتال وحين سمع رسول الله ﷺ بإقبالهم ضرب الخندق على المدينة بإشارة سلمان ثم خرج في ثلاثة آلاف من المسلمين فضرب معسكره والخندق بينه وبين القوم وأمر بالذراري والنسوان فرفعوا في الآطام واشتد الخوف وكان قريش قد أقبلت في عشرة آلاف من