إضافة الشريك والولد إليه ونفى الصفات عنه ﴿وُجُوهُهُمْ﴾ مبتدأ ﴿مُّسْوَدَّةٌ﴾ خبر والجملة في محل النصب على الحال إن كان ترى من رؤية البصر وإن كان من رؤية القلب فمفعول ثانٍ ﴿أَلَيْسَ فِى جَهَنَّمَ مَثْوًى﴾ منزل ﴿لِّلْمُتَكَبِّرِينَ﴾ هو إشارة إلى قوله واستكبرت
وَيُنَجِّي اللَّهُ الَّذِينَ اتَّقَوْا بِمَفَازَتِهِمْ لَا يَمَسُّهُمُ السُّوءُ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ (٦١)
﴿وَيُنَجِّى الله﴾ وَيُنَجّى روح ﴿الذين اتقوا﴾ من الشرك ﴿بِمَفَازَتِهِمْ﴾ بفلاحهم يقال فاز بكذا إذا أفلح به وظفر بمراده منه وتفسير المفازة ﴿لاَ يَمَسُّهُمُ السوء﴾ النار ﴿وَلاَ هُمْ يحزنون﴾ كأنه قيل وما مفازتهم فقيل لا يمسهم السوء أي ينجيهم بنفي السوء والحزن عنهم أي لا يمس أبدانهم أذى ولا قلوبهم خزي أو بسبب منجاتهم من قوله تعالى فلا نحسبنهم بمفازة من العذاب أي بمنجاة منه لأن النجاة من أعظم الفلاح وسبب منجاتهم العمل الصالح ولهذا فسر ابن عباس رضى الله عنهما المفازة بالأعمال الحسنة ويجوز بسبب فلاحهم لأن العمل الصالح سبب الفلاح وهو دخول الجنة ويجوز أن يسمى العمل الصالح في نفسه مفازة لانه سببها ولا محل للايمسهم على التفسير الأول لأنه كلام مستأنف ومحله النصب على الحال على الثاني بمفازاتهم كوفي غير حفص
اللَّهُ خَالِقُ كُلِّ شَيْءٍ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ وَكِيلٌ (٦٢)
﴿الله خالق كُلِّ شَىْءٍ﴾ رد على المعتزلة والتنوبة وَهُوَ على كُلِّ شَىْءٍ وَكِيلٌ حافظ
لَهُ مَقَالِيدُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَالَّذِينَ كَفَرُوا بِآيَاتِ اللَّهِ أُولَئِكَ هُمُ الْخَاسِرُونَ (٦٣)
﴿له مقاليد السموات والأرض﴾ أي هو مالك أمرها وحافظها وهو من باب الكناية لان حافظ الخزائن ومدير أمرها هو الذي يملك مقاليدها ومنه قولهم فلان القيت إليه الملك وهى المفاتيح وأحدها مقليد وقيل ولا واحدلها من لفظها والكلمة أصلها فارسية ﴿والذين كَفَرُواْ بآيات الله أُوْلَئِكَ هُمُ الخاسرون﴾ هو متصل بقوله وَيُنَجّى الله الذين اتقوا أي