ينجي الله المتقين بمفازاتهم والذين كفروا هم الخاسرون واعترض بينهما بأنه خالق كل شيء فهو مهيمن عليه فلا يخفى عليه شيء من أعمال المكلفين فيها وما يجزون عليها أو بما يليه على ان كل شىء في السموات والأرض فالله خالقه وفاتح بابه والذين كفروا وجحدوا أن يكون الأمر كذلك أولئك هم الخاسرون وقيل سال عثمان رسول الله ﷺ عن تفسير قوله له مقاليد السموات والأرض فقال يا عثمان ما سألني عنها أحد قبلك تفسيرها لا إله إلا الله والله أكبر وسبحان الله وبحمده وأستغفر الله ولا حول ولا قوة إلا بالله هو الأول والآخر والظاهر والباطن بيده الخير يحيي ويميت
الزمر (٦٧ - ٦٤)
وهو على كل شيء قدير وتأويله على هذا أن لله هذه الكلمات يوحد بها ويمجد وهي مفاتيح خير السموات والأرض من تكلم بها من المتقين أصابه والذين كفروا بآيات الله وكلمات توحيده وتمجيده أولئك هم الخاسرون
قُلْ أَفَغَيْرَ اللَّهِ تَأْمُرُونِّي أَعْبُدُ أَيُّهَا الْجَاهِلُونَ (٦٤)
﴿قُلْ﴾ لمن دعاك إلى دين آبائك ﴿أَفَغَيْرَ الله تَأْمُرُونِّى أَعْبُدُ﴾ تَأْمُرُونِّىَّ مكي تأمرونني على الأصل شامي تَأْمُرُونِىَ مدني وانتصب أَفَغَيْرَ الله باعبد وتامروني اعتراض ومعناه افغير الله اعبد يأمرك بعد هذا لبيان ﴿أَيُّهَا الجاهلون﴾ بتوحيد الله
وَلَقَدْ أُوحِيَ إِلَيْكَ وَإِلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكَ لَئِنْ أَشْرَكْتَ لَيَحْبَطَنَّ عَمَلُكَ وَلَتَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ (٦٥)
﴿وَلَقَدْ أُوْحِىَ إِلَيْكَ وَإِلَى الذين مِن قَبْلِكَ﴾ من الأنبياء عليهم السلام ﴿لَئِنْ أَشْرَكْتَ لَيَحْبَطَنَّ عملك﴾ الذى عملت قبل الشرك ﴿وَلَتَكُونَنَّ مِنَ الخاسرين﴾ وإنما قال لَئِنْ أَشْرَكْتَ على التوحيد والموحى إليهم جماعة لأن معناه أوحي إليك لئن أشركت ليحبطنّ عملك وإلى الذين من قبلك مثله واللام الأولى موطئة للقسم المحذوف والثانية لام الجواب وهذا الجواب ساد مسد الجوابين اعني جواب القسم والشرط وإنما صح هذا الكلام مع علمه تعالى بأن رسله لا يشركون لأن