وناقة الله ﴿وَوُضِعَ الكتاب﴾ أي صحائف الأعمال ولكنه اكتفى باسم الجنس أو اللوح المحفوظ ﴿وجيء بالنبيين﴾ ليسألهم ربهم عن تبليغ الرسالة وما أجابهم قومهم ﴿والشهداء﴾ الحفظة وقيل هم الأبرار في كل زمان يشهدون على أهل ذلك الزمان ﴿وَقُضِىَ بَيْنَهُمْ﴾ بين العباد ﴿بالحق﴾ بالعدل ﴿وَهُمْ لاَ يُظْلَمُونَ﴾ ختم الآية بنفي الظلم كما افتتحها بإثبات العدل
وَوُفِّيَتْ كُلُّ نَفْسٍ مَا عَمِلَتْ وَهُوَ أَعْلَمُ بِمَا يَفْعَلُونَ (٧٠)
﴿وَوُفِّيَتْ كُلُّ نَفْسٍ مَّا عَمِلَتْ﴾ أي جزاءه ﴿وَهُوَ أَعْلَمُ بِمَا يَفْعَلُونَ﴾ من غير كتاب ولا شاهد وقيل هذه الآية تفسير قوله وَهُمْ لاَ يُظْلَمُونَ أي ووفيت كل نفس ما عملت من خير وشر لا يزاد في شر ولا ينقص من خير
وَسِيقَ الَّذِينَ كَفَرُوا إِلَى جَهَنَّمَ زُمَرًا حَتَّى إِذَا جَاءُوهَا فُتِحَتْ أَبْوَابُهَا وَقَالَ لَهُمْ خَزَنَتُهَا أَلَمْ يَأْتِكُمْ رُسُلٌ مِنْكُمْ يَتْلُونَ عَلَيْكُمْ آيَاتِ رَبِّكُمْ وَيُنْذِرُونَكُمْ لِقَاءَ يَوْمِكُمْ هَذَا قَالُوا بَلَى وَلَكِنْ حَقَّتْ كَلِمَةُ الْعَذَابِ عَلَى الْكَافِرِينَ (٧١)
﴿وَسِيقَ الذين كَفَرُواْ إلى جَهَنَّمَ﴾ سوقاً عنيفاً كما يفعل بالاسارى
الزمر (٧٣ - ٧١)
والخارجين على السلطان إذا سيقوا إلى حبس أو قتل ﴿زُمَراً﴾ حال أي أفواجاً متفرقة بعضها في اثر بعض ﴿حتى إذا جاؤوها فتحت﴾ بالتخفيف فيهماكوفى ﴿أبوابها﴾ وهي سبعة ﴿وَقَالَ لَهُمْ خَزَنَتُهَا﴾ أي حفظة جهنم وهم الملائكة الموكلون بتعذيب أهلها ﴿أَلَمْ يَأْتِكُمْ رُسُلٌ مِّنكُمْ﴾ من بني آدم ﴿يتلون عليكم آيات رَبِّكُمْ وَيُنذِرُونَكُمْ لِقَآءَ يَوْمِكُمْ هذا﴾ أي وقتكم هذا وهو وقت دخولهم النار لا يوم القيامة ﴿قَالُواْ بلى﴾ أتونا وتلوا علينا ﴿ولكن حَقَّتْ كَلِمَةُ العذاب عَلَى الكافرين﴾ أي ولكن وجبت علينا كلمة الله لاملأن جهنم بسوء أعمالنا كما قالوا غَلَبَتْ عَلَيْنَا شِقْوَتُنَا وكنا قوما ضالين فذكروا عملهم الموجب لكلمة العذاب وهو الكفر والضلال
قِيلَ ادْخُلُوا أَبْوَابَ جَهَنَّمَ خَالِدِينَ فِيهَا فَبِئْسَ مَثْوَى الْمُتَكَبِّرِينَ (٧٢)
﴿قِيلَ ادخلوا أبواب جَهَنَّمَ خالدين فِيهَا﴾ حال مقدرة أي مقدرين الخلود ﴿فَبِئْسَ مَثْوَى المتكبرين﴾ اللام فيه للجنس لأن مَثْوَى المتكبرين


الصفحة التالية
Icon