الأحابيش وبني كنانة وأهل تهامة وقائدهم أبو سفيان وخرج غطفان في ألف ومن تابعهم من أهل نجد وقائدهم عيبنة بن حصن وعامربن الطفيل في هوازن وضامّتهم اليهود من قريظة والنضير ومضى على الفريقين قريب من شهر لا حرب بينهم إلا الترامي بالنبل والحجارة حتى أنزل الله النصر ﴿وَكَانَ الله بِمَا تَعْمَلُونَ﴾ أي بعملكم أيها المؤمنون من التحصن بالخندق والثبات على معاونة النبى ﷺ ﴿بَصِيراً﴾ وبالياء أبو عمرو أي بما يعمل الكفار من البغي والسعي في إطفاء نور الله
إِذْ جَاءُوكُمْ مِنْ فَوْقِكُمْ وَمِنْ أَسْفَلَ مِنْكُمْ وَإِذْ زَاغَتِ الْأَبْصَارُ وَبَلَغَتِ الْقُلُوبُ الْحَنَاجِرَ وَتَظُنُّونَ بِاللَّهِ الظُّنُونَا (١٠)
﴿إذ جاؤوكم﴾ بدل من إِذْ جَاءتْكُمْ ﴿مّن فَوْقِكُمْ﴾ أي من أعلى الوادي من قبل المشرق بنو غطفان ﴿وَمِنْ أَسْفَلَ مِنكُمْ﴾ من أسفل الوادي من قبل المغرب قريش ﴿وَإِذْ زَاغَتِ الأبصار﴾ مالت عن سننها ومستوى نظرها حيرة أو عدلت عن كل شيء فلم تلتفت إلا إلى عدوها لشدة الروع
الأحزاب (١٣ - ١٠)
﴿وَبَلَغَتِ القلوب الحناجر﴾ الحنجرة رأس الغلصمة وهي منتهى الحلقوم والحلقوم مدخل الطعام والشراب قالوا إذا انتفخت الرئة من شدة الفزع أو الغضب ربت وارتفع القلب بارتفاعها إلى رأس الحنجرة وقيل هو مثل في اضطراب القلوب وإن لم تبلغ الحناجر حقيقة رُوي أن المسلمين قالوا لرسول الله ﷺ هل من شيء تقوله فقد بلغت القلوب الحناجر قال نعم قولوا اللهم استرعوراتنا وآمن روعاتنا ﴿وَتَظُنُّونَ بالله الظنونا﴾ خطاب للذين آمنوا ومنهم الثبت القلوب والأقدام والضعاف القلوب الذين هم على حرف والمنافقون فظن الأولون بالله أنه يبتليهم فخافوا الزال وضعف الاحتمال وأما الآخرون فظنوا بالله ما حكى عنهم قرأ أبو عمرو وحمزة الظنون بغير ألف في الوصل والوقف وهو القياس وبالألف فيهما مدني وشامي وأبو بكر إجراء للوصل مجرى الوقف وبالألف في الوقف مكي وعلى وحفص


الصفحة التالية
Icon