أسند الفعل إلى صاحب الرحمة والعلم وأخرجا منصوبين على التمييز مبالغة في وصفه بالرحمة والعلم ﴿فاغفر لِلَّذِينَ تَابُواْ﴾ أي للذين علمت منهم التوبة لتناسب ذكر الرحمة والعلم ﴿واتبعوا سَبِيلَكَ﴾ أي طريق الهدى الذي دعوت إليه ﴿وَقِهِمْ عذاب الجحيم ربنا﴾
غافر (١١ - ٨)
رَبَّنَا وَأَدْخِلْهُمْ جَنَّاتِ عَدْنٍ الَّتِي وَعَدْتَهُمْ وَمَنْ صَلَحَ مِنْ آبَائِهِمْ وَأَزْوَاجِهِمْ وَذُرِّيَّاتِهِمْ إِنَّكَ أَنْتَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ (٨)
﴿رَبَّنَا وَأَدْخِلْهُمْ جنات عَدْنٍ التى وَعَدْتَّهُمْ وَمَن صلح من آبائهم﴾ من في موضع نصب عطف على هم في وَأَدْخِلْهُمْ أو في وَعَدْتَّهُمْ والمعنى وعدتهم ووعدت من صلح من آبائهم ﴿وأزواجهم وذرياتهم إِنَّكَ أَنتَ العزيز الحكيم﴾ أي الملك الذي لا يغلب وأنت مع ملكك وعزتك لا تفعل شيئا خاليا عن الحكمة وموجب حكمتك أن تفي بوعدك
وَقِهِمُ السَّيِّئَاتِ وَمَنْ تَقِ السَّيِّئَاتِ يَوْمَئِذٍ فَقَدْ رَحِمْتَهُ وَذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ (٩)
﴿وَقِهِمُ السيئات﴾ أي جزاء السيئات وهو عذاب النار ﴿وَمَن تَقِ السيئات يَوْمَئِذٍ فَقَدْ رَحِمْتَهُ وَذَلِكَ﴾ أي رفع العذاب ﴿هُوَ الفوز العظيم﴾
إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا يُنَادَوْنَ لَمَقْتُ اللَّهِ أَكْبَرُ مِنْ مَقْتِكُمْ أَنْفُسَكُمْ إِذْ تُدْعَوْنَ إِلَى الْإِيمَانِ فَتَكْفُرُونَ (١٠)
﴿إِنَّ الذين كَفَرُواْ يُنَادَوْنَ﴾ أي يوم القيامة إذا دخلوا النار ومقتوا أنفسهم فيناديهم خزنة النار ﴿لَمَقْتُ الله أَكْبَرُ مِن مَّقْتِكُمْ أَنفُسَكُمْ﴾ أي لقمت الله أنفسكم أكبر من مقتكم أنفسكم فاستغنى بذكرها مرة والمقت أشد البغض وانتصاب ﴿إِذْ تُدْعَوْنَ إِلَى الإيمان﴾ بالمقت الأول عند الزمخشري والمعنى أنه يقال لهم يوم القيامة كان الله بمقت أنفسكم الأمارة بالسوء والكفر حين كان الأنبياء يدعونكم إلى الإيمان فتأبون قبوله وتختارون عليه الكفر أشد مما تمقتونهن اليوم وأنتم في النار إذا وقعتم فيها باتباعكم هواهن وقيل معناه لمقت الله إياكم الآن أكبر من مقت بعضكم لبعض كقوله ويوم القيامة يَكْفُرُ بَعْضُكُمْ بِبَعْضٍ وَيَلْعَنُ بَعْضُكُمْ بَعْضاً واذ تَدْعُونَ تعليل وقال


الصفحة التالية
Icon