أَوَلَمْ يَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَيَنْظُرُوا كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الَّذِينَ كَانُوا مِنْ قَبْلِهِمْ كَانُوا هُمْ أَشَدَّ مِنْهُمْ قُوَّةً وَآثَارًا فِي الْأَرْضِ فَأَخَذَهُمُ اللَّهُ بِذُنُوبِهِمْ وَمَا كَانَ لَهُمْ مِنَ اللَّهِ مِنْ وَاقٍ (٢١)
﴿أو لم يسيروا في الأرض فينظروا﴾
غافر (٢٦ - ٢١)
﴿كَيْفَ كَانَ عاقبة الذين كَانُواْ مِن قَبْلِهِمْ﴾ أي آخر أمر الذين كذبوا الرسل من قبلهم ﴿كَانُواْ هُمْ أَشَدَّ مِنْهُمْ قُوَّةً﴾ هم فصل وحقه أن يقع بين معرفتين إلا أن أشد منهم ضارع المعرفة في أنه لا تدخله الألف واللام فأجري مجراه مّنكُمْ شامى ﴿وآثارا فِى الأرض﴾ أي حصوناً وقصوراً ﴿فَأَخَذَهُمُ الله بِذُنُوبِهِمْ﴾ عاقبهم بسبب ذنوبهم ﴿وَمَا كَانَ لَهُم مّنَ الله مِن وَاقٍ﴾ ولم يكن لهم شيء يقيهم من عذاب الله
ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ كَانَتْ تَأْتِيهِمْ رُسُلُهُمْ بِالْبَيِّنَاتِ فَكَفَرُوا فَأَخَذَهُمُ اللَّهُ إِنَّهُ قَوِيٌّ شَدِيدُ الْعِقَابِ (٢٢)
﴿ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ﴾ أي الأخذ بسبب أنهم ﴿كَانَت تَّأْتِيهِمْ رُسُلُهُم بالبينات فَكَفَرُواْ فَأَخَذَهُمُ الله إِنَّهُ قَوِىٌّ﴾ قادر على كل شيء ﴿شَدِيدُ العقاب﴾ اذا عاقب
وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا مُوسَى بِآيَاتِنَا وَسُلْطَانٍ مُبِينٍ (٢٣)
﴿ولقد أرسلنا موسى بأياتنا﴾ التسع ﴿وسلطان مُّبِينٍ﴾ وحجة ظاهرة
إِلَى فِرْعَوْنَ وَهَامَانَ وَقَارُونَ فَقَالُوا سَاحِرٌ كَذَّابٌ (٢٤)
﴿إلى فِرْعَوْنَ وهامان وقارون فَقَالُواْ﴾ هو ﴿ساحر كَذَّابٌ﴾ فسموا السلطان المبين سحراً وكذباً
فَلَمَّا جَاءَهُمْ بِالْحَقِّ مِنْ عِنْدِنَا قَالُوا اقْتُلُوا أَبْنَاءَ الَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ وَاسْتَحْيُوا نِسَاءَهُمْ وَمَا كَيْدُ الْكَافِرِينَ إِلَّا فِي ضَلَالٍ (٢٥)
﴿فَلَمَّا جَآءَهُمْ بالحق﴾ بالنبوة ﴿مِنْ عِندِنَا قَالُواْ اقتلوا أبناء الذين آمنوا مَعَهُ﴾ أي أعيدوا عليهم القتل كالذي كان أولاً ﴿واستحيوا نِسَآءَهُمْ﴾ للخدمة ﴿وَمَا كَيْدُ الكافرين إِلاَّ فِى ضلال﴾ ضياع يعني أنهم باشروا قتلهم أولاً فما أغنى عنهم ونفذ قضاء الله بإظهار من خافوه فما يغني عنهم هذا القتل الثاني وكان فرعون قد كف عن قتل الولدان فلما بعث موسى عليه السلام وأحس بأنه قد وقع أعاده عليهم غيظاً وظناً منه أنه يصدهم بذلك عن مظاهرة موسى عليه السلام وما علم أن كيده ضائع في الكرتين جميعاً


الصفحة التالية
Icon