والمعنى انه كان مسرفاً كذاباً خذله الله وأهلكه فتتخلصون منه أو لو كان مسرفاً كذاباً لما هداه الله بالنبوة ولما عضده بالبينات وقيل اوهم أنه عنى بالمسرف موسى وهو يعني به فرعون
يَا قَوْمِ لَكُمُ الْمُلْكُ الْيَوْمَ ظَاهِرِينَ فِي الْأَرْضِ فَمَنْ يَنْصُرُنَا مِنْ بَأْسِ اللَّهِ إِنْ جَاءَنَا قَالَ فِرْعَوْنُ مَا أُرِيكُمْ إِلَّا مَا أَرَى وَمَا أَهْدِيكُمْ إِلَّا سَبِيلَ الرَّشَادِ (٢٩)
﴿يا قوم لَكُمُ الملك اليوم ظاهرين﴾ عالين وهو حال من كم في لَكُمْ ﴿فِى الأرض﴾ في أرض مصر ﴿فَمَن يَنصُرُنَا مِن بَأْسِ الله إن جاءنا﴾ عنى أن لكم ملك مصر وقد علوتم الناس وقهرتموهم فلا تفسدوا أمركم على أنفسكم ولا تتعرضوا لبأس الله أي عذابه فإنه لا طاقة لكم به إن جاءكم ولا يمنعكم منه احد وقال ينصرنا وجاءنا لأنه منهم في القرابة وليعلمهم بأن الذي ينصحهم به هو مساهم لهم فيه ﴿قَالَ فِرْعَوْنُ مَا أُرِيكُمْ إِلاَّ مَآ أرى﴾ أي ما أشير عليكم برأي إلا بما أرى من قتله يعني لا أستصوب إلا قتله وهذا الذي تقولونه غير صواب ﴿وَمَا أَهْدِيكُمْ﴾ بهذا الرأي ﴿إِلاَّ سَبِيلَ الرشاد﴾ طريق الصواب والصلاح وما أعلمكم إلا ما أعلم من الصواب ولا أدخر منه شيئاً ولا أسر عنكم خلاف ما اظهر يعنى ان لسانه وقلبه متوطئان على ما يقول وقد كذب فقد كان مستشعراً للخوف الشديد من جهة موسى عليه السلام ولكنه كان يتجلد ولولا استشعاره لم يستشر أحداً ولم يقف الأمر على الإشارة
وَقَالَ الَّذِي آمَنَ يَا قَوْمِ إِنِّي أَخَافُ عَلَيْكُمْ مِثْلَ يَوْمِ الْأَحْزَابِ (٣٠)
﴿وقال الذي آمن يا قوم إِنِّى أَخَافُ عَلَيْكُمْ مِّثْلَ يَوْمِ الأحزاب﴾ أي مثل أيامهم لأنه لما أضافه إلى الأحزاب وفسرهم بقوله
مِثْلَ دَأْبِ قَوْمِ نُوحٍ وَعَادٍ وَثَمُودَ وَالَّذِينَ مِنْ بَعْدِهِمْ وَمَا اللَّهُ يُرِيدُ ظُلْمًا لِلْعِبَادِ (٣١)
﴿مِثْلَ دَأْبِ قَوْمِ نُوحٍ وَعَادٍ وَثَمُودَ والذين مِن بَعْدِهِمْ﴾ ولم يلتبس أن كل حزب منهم كان له يوم دمار اقتصر على الواحد من الجمع ودأب هؤلاء دؤبهم في عملهم من الكفر والتكذيب وسائر المعاصي وكون ذلك دائباً دائماً منهم لا يفترون عنه ولا بد من حذف مضاف أي مثل جزاء دأبهم وانتصاب