مثل الثاني بأنه عطف بيان لمثل الأول ﴿وَمَا الله يُرِيدُ ظُلْماً لِّلْعِبَادِ﴾ أي وما يريد الله أن يظلم عباده فيعذبهم بغير ذنب أو يزيد على قدر ما يستحقون من العذاب يعني أن تدميرهم كان عدلاً لأنهم استحقوه بأعمالهم وهو أبلغ من قوله وما ربك بظلام للعبيد حيث جعل المنفي إرادة ظلم منكّر ومن بعد عن إرادة ظلم ما لعباده كان عن الظلم أبعد وأبعد وتفسير المعتزلة بأنه لا يريد لهم أن يظلموا بعيد لأن أهل اللغة قالوا إذا قال الرجل لآخر لا أريد ظلماً لك معناه لا أريد أن أظلمك وهذا تخويف بعذاب الدنيا ثم خوفهم من عذاب الاخرة بقوله
وَيَا قَوْمِ إِنِّي أَخَافُ عَلَيْكُمْ يَوْمَ التَّنَادِ (٣٢)
﴿ويا قوم إني أخاف عليكم يوم التناد﴾
غافر (٣٦ - ٣٣)
أي يوم القيامة التنادي مكي ويعقوب في الحالين وإثبات الياء هو الأصل وحذفها حسن لأن الكسرة تدل على الياء وآخر هذه الآي على الدال وهو ما حكى الله تعالى في سورة الأعراف وَنَادَى أصحاب الجنة اصحاب النار ونادى اصحاب النار اصحاب الجنة ونادى اصحاب الاعراف وقيل ينادي منادٍ ألا إن فلانا سعد سعادة لا يشقى بعدها أبداً ألا إن فلاناً شقي شقاوة لا يسعد بعدها أبداً
يَوْمَ تُوَلُّونَ مُدْبِرِينَ مَا لَكُمْ مِنَ اللَّهِ مِنْ عَاصِمٍ وَمَنْ يُضْلِلِ اللَّهُ فَمَا لَهُ مِنْ هَادٍ (٣٣)
﴿يوم تولون مدبرين﴾ منصرفين عن موقف الحساب الى النار ﴿ما لكم مِنَ الله﴾ من عذاب الله ﴿مِنْ عَاصِمٍ﴾ مانع ودافع ﴿وَمَن يُضْلِلِ الله فَمَا لَهُ مِنْ هَادٍ﴾ مرشد
وَلَقَدْ جَاءَكُمْ يُوسُفُ مِنْ قَبْلُ بِالْبَيِّنَاتِ فَمَا زِلْتُمْ فِي شَكٍّ مِمَّا جَاءَكُمْ بِهِ حَتَّى إِذَا هَلَكَ قُلْتُمْ لَنْ يَبْعَثَ اللَّهُ مِنْ بَعْدِهِ رَسُولًا كَذَلِكَ يُضِلُّ اللَّهُ مَنْ هُوَ مُسْرِفٌ مُرْتَابٌ (٣٤)
﴿وَلَقَدْ جَآءَكُمْ يُوسُفُ مِن قَبْلُ بالبينات﴾ هو يوسف بن يعقوب وقيل يوسف ابن أفراييم بن يوسف بن يعقوب أقام فيهم نبياً عشرين سنة وقيل إن فرعون موسى هو فرعون يوسف عمر إلى زمنه


الصفحة التالية
Icon