وقيل هو فرعون آخر وبخهم بأن يوسف أتاكم من قبل موسى بالمعجزات ﴿فَمَا زِلْتُمْ فِى شَكٍّ مِّمَّا جَآءَكُمْ بِهِ﴾ نشككم فيها ولم تزالوا شاكين ﴿حتى إِذَا هَلَكَ قُلْتُمْ لَن يَبْعَثَ الله مِن بَعْدِهِ رَسُولاً﴾ حكماً من عند أنفسكم من غير برهان أي أقمتم على كفركم وظننتم أنه لا يجدد عليكم ايجاب الحجة - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - ﴿كَذَلِكَ يُضِلُّ الله مَنْ هُوَ مُسْرِفٌ مُّرْتَابٌ﴾ أي مثل هذا الإضلال يضل الله كل مسرف في عصيانه مرتاب شاك في دينه
الَّذِينَ يُجَادِلُونَ فِي آيَاتِ اللَّهِ بِغَيْرِ سُلْطَانٍ أَتَاهُمْ كَبُرَ مَقْتًا عِنْدَ اللَّهِ وَعِنْدَ الَّذِينَ آمَنُوا كَذَلِكَ يَطْبَعُ اللَّهُ عَلَى كُلِّ قَلْبِ مُتَكَبِّرٍ جَبَّارٍ (٣٥)
﴿الذين يجادلون﴾ بدل من هو مسرف وجاز بداله منه وهو جمع لأنه لا يريد مسرفاً واحدا بل كل مسرف ﴿في آيات الله﴾ في دفعها وإبطالها ﴿بِغَيْرِ سلطان﴾ حجة ﴿أتاهم كَبُرَ مَقْتاً﴾ أي عظم بغضاً وفاعل كبر ضمير هُوَ مُسْرِفٌ وهو جمع معنى وموحد لفظاً فحمل البدل على معناه والضمير الراجع إليه على لفظه ويجوز أن يرفع الذين على الابتداء ولا بد في هذا الوجه من حذف مضاف يرجع إليه الضمير في كَبُرَ تقديره جدال الذين يجادلون كبر مقتاً ﴿عِندَ الله وعند الذين آمنوا كَذَلِكَ يَطْبَعُ الله على كُلِّ قَلْبِ مُتَكَبِّرٍ جَبَّارٍ﴾ قَلْبٍ بالتنوين أبو عمرو وإنما وصف القلب التكبر والتجبر لأنه منبعهما كما تقول سمعت الأذن وهو كقوله فانه اثم قلبه وإن كان الآثم هو الجملة
وَقَالَ فِرْعَوْنُ يَا هَامَانُ ابْنِ لِي صَرْحًا لَعَلِّي أَبْلُغُ الْأَسْبَابَ (٣٦)
﴿وَقَالَ فِرْعَوْنُ﴾ تمويهاً على قومه أو جهلاً منه ﴿يا هامان ابن لِى صَرْحاً﴾ أي قصراً وقيل الصرح البناء الظاهر الذي لا يخفى على الناظر وإن بعد ومنه يقال صرح الشيء إذا ظهر ﴿لَّعَلِّى﴾ وبفتح الياء حجازي وشامي وأبو عمرو ﴿أبلغ الأسباب﴾ ثم ابدل منها تفخيم شأنها وإبانة انه يقصد امر عظيما


الصفحة التالية
Icon