وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَأُولَئِكَ يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ يُرْزَقُونَ فِيهَا بِغَيْرِ حِسَابٍ (٤٠)
﴿مَنْ عَمِلَ سَيَّئَةً فَلاَ يجزى إِلاَّ مِثْلَهَا وَمَنْ عَمِلَ صالحا مّن ذَكَرٍ أَوْ أنثى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَأُوْلَئِكَ يَدْخُلُونَ الجنة يُرْزَقُونَ فِيهَا بِغَيْرِ حِسَابٍ﴾ يُدخلون مكي وبصري ويزيد وأبو بكر ثم وازن بين الدعوتين دعوته إلى دين الله الذي تمرته الجنات ودعوتهم إلى اتخاذ الأنداد الذي عاقبته النار بقوله
وَيَا قَوْمِ مَا لِي أَدْعُوكُمْ إِلَى النَّجَاةِ وَتَدْعُونَنِي إِلَى النَّارِ (٤١)
﴿ويا قوم ما لي﴾ وبفتح الياء حجازي وأبو عمرو ﴿أَدْعُوكُمْ إِلَى النجاة﴾ أي الجنة ﴿وَتَدْعُونَنِى إِلَى النار﴾
تَدْعُونَنِي لِأَكْفُرَ بِاللَّهِ وَأُشْرِكَ بِهِ مَا لَيْسَ لِي بِهِ عِلْمٌ وَأَنَا أَدْعُوكُمْ إِلَى الْعَزِيزِ الْغَفَّارِ (٤٢)
﴿تَدْعُونَنِى لأكْفُرَ بالله﴾ هو بدل من تَدْعُونَنِى الأول يقال دعاه إلى كذا ودعاه له كما يقال هداه إلى الطريق وهداه له ﴿وَأُشْرِكَ بِهِ مَا لَيْسَ لِى بِهِ عِلْمٌ﴾ اى بربوبيته والمراد بنفى العلم نفى للعلوم كأنه قال وأشرك به ما ليس بإله وماليس بإله كيف يصح أن يعلم إلهاً ﴿وَأَنَاْ أَدْعُوكُمْ إِلَى العزيز الغفار﴾ وهو الله سبحانه
غافر (٤٧ - ٤٣)
وتعالى وتكرير النداء لزيادة التنبيه لهم والإيقاظ عن سنة الغفلة وفيه أنهم قومه وأنه من آل فرعون وجيء بالواو في النداء الثالث دون الثاني ولان الثاني داخل على كلام هو بيان للمجمل وتفسير له بخلاف الثالث
لَا جَرَمَ أَنَّمَا تَدْعُونَنِي إِلَيْهِ لَيْسَ لَهُ دَعْوَةٌ فِي الدُّنْيَا وَلَا فِي الْآخِرَةِ وَأَنَّ مَرَدَّنَا إِلَى اللَّهِ وَأَنَّ الْمُسْرِفِينَ هُمْ أَصْحَابُ النَّارِ (٤٣)
﴿لاَ جَرَمَ﴾ عند البصريين لا رد لما دعاه اليه قومه وجرم فعل بمعنى حق وان مع ما في حيزه فاعله أي حق ووجب بطلان دعوته ﴿أَنَّمَا تَدْعُونَنِى إِلَيْهِ لَيْسَ لَهُ دَعْوَةٌ فِى الدنيا وَلاَ فِى الآخرة﴾ معناه ان ما تدعونني إليه ليس له دعوة إلى نفسه قط أي من حق المعبود بالحق أن يدعو العباد إلى طاعته وما تدعون إليه وإلى عبادته لا يدعو هو إلى ذلك ولا يدعي الربوبية أو معناه ليس له استجابة دعوة في الدنيا ولا في الآخرة دعوة مستجابة جعلت الدعوة التي لا استجابة لها ولا منفعة كلا دعوة أو سميت الاستجابة باسم الدعوة كما سمي الفعل المجازي عليه


الصفحة التالية
Icon