عليه لان خبران ﴿إِن فِى صُدُورِهِمْ إِلاَّ كِبْرٌ﴾ تعظم وهو إرادة التقدم والرياسة وأن لا يكون أحد فوقهم فلهذا عادوك ودفعوا آياتك خيفة أن تتقدمهم ويكونوا تحت يدك وأمرك ونهيك لأن النبوة تحتها كل ملك ورياسة أو إرادة أنت تكون لهم النبوة دونك حسدا وبغيا ويدل عليه قوله لَوْ كَانَ خَيْراً مَّا سَبَقُونَا اليه او ارادة دفع الآيات بالجدال ﴿مَّا هُم ببالغيه﴾ ببالغي موجب الكبر ومقتضيه وهو متعلق ارادتهم من الرياسة اوالنبوة او دفع الايات ﴿فاستعذ بالله﴾ التجى إليه من كيد من يحسدك ويبغي عليك ﴿إنه هو السميع﴾ لما تقول ويقولون ﴿البصير﴾ بما تعمل ويعملون فهو ناصرك عليهم وعاصمك من شرهم
لَخَلْقُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ أَكْبَرُ مِنْ خَلْقِ النَّاسِ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ (٥٧)
﴿لَخَلْقُ السماوات والأرض أَكْبَرُ مِنْ خَلْقِ الناس﴾ لما كانت مجادلتهم في آيات الله مشتملة على إنكار البعث وهو أصل المجادلة ومدارها حجوا بخلق السموات والارض لأنهم كانوا مقرين بأن الله خالقها فإن من قدر على خلقها مع عظمها كان على خلق الإنسان مع مهانته أقدر ﴿ولكن أَكْثَرَ الناس لاَ يَعْلَمُونَ﴾ لأنهم لا يتأملون لغلبة الغفلة عليهم
وَمَا يَسْتَوِي الْأَعْمَى وَالْبَصِيرُ وَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَلَا الْمُسِيءُ قَلِيلًا مَا تَتَذَكَّرُونَ (٥٨)
﴿وما يستوي الأعمى والبصير والذين آمنوا وَعَمِلُواْ الصالحات وَلاَ المسىء﴾ لا زائدة ﴿قَلِيلاً مَّا تَتَذَكَّرُونَ﴾ تتعظون بتاءين كوفي وبياء وتاء غيرهم وقليلا صفة مصدر محذوف أي تذكراً قليلاً يتذكرون وما صلة زائدة
إِنَّ السَّاعَةَ لَآتِيَةٌ لَا رَيْبَ فِيهَا وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يُؤْمِنُونَ (٥٩)
﴿إِنَّ الساعة لآتِيَةٌ لاَّ رَيْبَ فِيهَا﴾ لا بد من مجيئها وليس بمرتاب فيها


الصفحة التالية
Icon