العصاة وإخوانهم فكذلك الملائكة اولياء المتقين واحباؤهم في الدراين ﴿وَلَكُمْ فِيهَا مَا تَشْتَهِى أَنفُسُكُمْ﴾ من النعيم ﴿وَلَكُمْ فِيهَا مَا تَدَّعُونَ﴾ تتمنون
نُزُلًا مِنْ غَفُورٍ رَحِيمٍ (٣٢)
﴿نزلا﴾ هو رزق النزيل وهو الضيف وانتصابه على الحال من الهاء المحذوفة اومن ما ﴿مِّنْ غَفُورٍ رَّحِيمٍ﴾ نعت له
وَمَنْ أَحْسَنُ قَوْلًا مِمَّنْ دَعَا إِلَى اللَّهِ وَعَمِلَ صَالِحًا وَقَالَ إِنَّنِي مِنَ الْمُسْلِمِينَ (٣٣)
﴿وَمَنْ أَحْسَنُ قَوْلاً مِّمَّن دَعَآ إِلَى الله﴾ إلى عبادته هو رسول الله دعا إلى التوحيد ﴿وَعَمِلَ صالحا﴾ خالصاً ﴿وَقَالَ إِنَّنِى مِنَ المسلمين﴾ تفاخرا بالاسلام او معتقدا له أو أصحابه عليه السلام أو المؤذنون أو جميع الهداة والدعاة إلى الله
وَلَا تَسْتَوِي الْحَسَنَةُ وَلَا السَّيِّئَةُ ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ (٣٤)
﴿وَلاَ تَسْتَوِى الحسنة وَلاَ السيئة ادفع بالتى هِىَ أَحْسَنُ﴾ يعني أن الحسنة والسيئة متفاوتتان في أنفسهما فخذ بالحسنة التي هي أحسن من أختها إذا اعترضتك حسنتان فادفع بها السيئة التي ترد عليك من بعض أعدائك كما لو أساء إليك رجل إساءة فالحسنة أن تعفو عنه والتي هي أحسن أن تحسن إليه مكان إساءته إليك مثل أن يذمك فتمدحه او يقتل ولدك فتفتدى وله من يدعوه ﴿فَإِذَا الذى بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِىٌّ حَمِيمٌ﴾ فإنك إذا فعلت ذلك انقلب عدوك المشاق مثل الولي الحميم مصافاة لك ثم قال
وَمَا يُلَقَّاهَا إِلَّا الَّذِينَ صَبَرُوا وَمَا يُلَقَّاهَا إِلَّا ذُو حَظٍّ عَظِيمٍ (٣٥)
﴿وَمَا يُلَقَّاهَآ﴾ أي وما يلقي هذه الخصلة التي هي مقابلة الإساءة بالإحسان ﴿إِلاَّ الذين صَبَرُواْ﴾ إلا أهل الصبر ﴿وَمَا يُلَقَّاهَآ إِلاَّ ذُو حَظٍّ عَظِيمٍ﴾ إلا رجل خير وفق لحظ عظيم من الخير وإنما لم يقل فادفع بالتي هي احسن لانه تقدير قائل قال فكيف أصنع فقيل ادفع بالتى هِىَ أَحْسَنُ وقيل لا مزيدة للتأكيد والمعنى لا تستوى الحسنة والسيئة وكان

فصلت (٣٩ - ٣٦)


القياس على هذا التفسير أن يقال ادفع بالتي هي حسنة ولكن وضع التى هِىَ


الصفحة التالية
Icon