والنهار وهم لا يسأمون} لا يملون والمعنى فإن استكبروا ولم يمتثلوا ما أمروا به وأبوا إلا الواسطة وأمروا أن يقصدوا بسجودهم وجه الله خالصاً فدعهم وشانهم فان الله تعالى لا يعدم عابدا وساجدا بالإخلاص وله العباد المقربون الذين ينزهونه بالليل والنهار عن الانداد وعند ربك عبارة عن الزافى والمكانة والكرامة وموضع السجدة عندنا لاَ يَسْئَمُونَ وعند الشافعى رحمه الله عند تبعدون والاول احوط
وَمِنْ آيَاتِهِ أَنَّكَ تَرَى الْأَرْضَ خَاشِعَةً فَإِذَا أَنْزَلْنَا عَلَيْهَا الْمَاءَ اهْتَزَّتْ وَرَبَتْ إِنَّ الَّذِي أَحْيَاهَا لَمُحْيِ الْمَوْتَى إِنَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ (٣٩)
﴿ومن آياته أنك ترى الأرض خاشعة﴾ يابسة مغيرة والخسوع التذلل فاستعير لحال الأرض إذا كانت قحطة لانبات فيها ﴿فَإِذَا أَنزَلْنَا عَلَيْهَا المآء﴾ المطر ﴿اهتزت﴾ تحركت

فصلت (٤٤ - ٣٩)


بالنبات ﴿وربت﴾ انتفخت ﴿إن الذي أحياها لمحيي الموتى إِنَّهُ على كُلّ شَيْءٍ قَدِيرٌ﴾ فيكون قادراً على البعث ضرورة
إِنَّ الَّذِينَ يُلْحِدُونَ فِي آيَاتِنَا لَا يَخْفَوْنَ عَلَيْنَا أَفَمَنْ يُلْقَى فِي النَّارِ خَيْرٌ أَمْ مَنْ يَأْتِي آمِنًا يَوْمَ الْقِيَامَةِ اعْمَلُوا مَا شِئْتُمْ إِنَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ (٤٠)
﴿إن الذين يلحدون في آياتنا﴾ يميلون عن الحق في ادلتنا بالعطعن يقال ألحد الحافر ولحد إذا مال عن الاستقامة فحفر في شق فاستعير لحال الأرض اذا كانت ملحودة فاستعير لانحراف في تأويل آيات القرآن عن جهة الصحة والاستقامة يلحدون حمزة ﴿لا يخفون علينا﴾ وعيدلهم على التحريف ﴿أَفَمَن يلقى فِى النار خَيْرٌ أم من يأتي آمنا يَوْمَ القيامة﴾ هذا تمثيل للكافر والمؤمن ﴿اعملوا مَا شِئْتُمْ﴾ هذا نهاية في التهديد ومبالغة في الوعيد ﴿إِنَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ﴾ فيجازيكم عليه
إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا بِالذِّكْرِ لَمَّا جَاءَهُمْ وَإِنَّهُ لَكِتَابٌ عَزِيزٌ (٤١)
﴿إِنَّ الذين كَفَرُواْ بالذكر﴾ بالقرآن لأنهم لكفرهم به طعنوا به وحرفوا تأويله ﴿لَمَّا جَآءَهُمْ﴾ حين جاءهم وخبر إن محذوف أي يعذبون أو هالكون أو اولئك ينادون من مكان بعيد وما بينها اعتراض ﴿وَإِنَّهُ لكتاب عَزِيزٌ﴾ أي منيع محمي بحماية الله


الصفحة التالية
Icon