وساعاته وأحواله من الخداج والتمام والذكورة والأنوثة والحسن والقبح وغير ذلك ﴿وَيَوْمَ يُنَادِيهِمْ أَيْنَ شُرَكَآئِى﴾ أضافهم إلى نفسه على زعمهم وبيانه في قوله أَيْنَ شُرَكَائِىَ الذين زَعَمْتُمْ وفيه تهكم وتقريع ﴿قالوا آذناك﴾ أعلمناك وقيل أخبرناك وهو الأظهر إذ الله تعالى كان عالماً بذلك وإعلام العالم محال أما الإخبار للعالم بالشيء فيتحقق بما علم به إلا أن يكون المعنى إنك علمت من قلوبناالان انا لا نشهد تلك الشهادة الباطلة لأنه إذا علمه من نفوسهم فكانهم اعلموه
فصلت (٥١ - ٤٧)
﴿ما منا من شهيد﴾ اى مامنا أحد اليوم يشهد بأن لك شريكاً وما منا إلا من هو موحد لك أو ما منا من أحد يشاهدهم لأنهم ضلوا عنهم وضلت عنهم الهتهم لايبصرونها في ساعة التوبيخ وقيل هو كلام الشركاء اى مامنا من شهيد يشهد بما أضافوا إلينا من الشركة
وَضَلَّ عَنْهُمْ مَا كَانُوا يَدْعُونَ مِنْ قَبْلُ وَظَنُّوا مَا لَهُمْ مِنْ مَحِيصٍ (٤٨)
﴿وَضَلَّ عَنْهُم مَّا كَانُواْ يَدْعُونَ﴾ يعبدون ﴿مِن قَبْلُ﴾ في الدنيا ﴿وَظَنُّواْ﴾ وأيقنوا ﴿مَا لَهُمْ من محيص﴾ مهرب
لَا يَسْأَمُ الْإِنْسَانُ مِنْ دُعَاءِ الْخَيْرِ وَإِنْ مَسَّهُ الشَّرُّ فَيَئُوسٌ قَنُوطٌ (٤٩)
﴿لا يسأم﴾ لا يمل ﴿الإنسان﴾ الكافر بدليل قوله وَمَا أَظُنُّ الساعة قَائِمَةً ﴿مِن دُعَآءِ الخير﴾ من طلب السعة في المال والنعمة والتقدير من دعائه الخير فحذف الفاعل وأضيف إلى المفعول ﴿وَإِن مَّسَّهُ الشر﴾ الفقر ﴿فيؤوس﴾ من الخير ﴿قَنُوطٌ﴾ من الرحمة بولغ فيه من طريقين من طريق بناء فعول ومن طريق التكرير والقنوط أن يظهر عليه أثر اليأس فيتضاءل وينكسر أي يقطع الرجاء من فضل الله وروحه وهذا صفة الكافر بدليل قوله تعالى إنه لا ييأس من روح الله إلا القوم الكافرون
وَلَئِنْ أَذَقْنَاهُ رَحْمَةً مِنَّا مِنْ بَعْدِ ضَرَّاءَ مَسَّتْهُ لَيَقُولَنَّ هَذَا لِي وَمَا أَظُنُّ السَّاعَةَ قَائِمَةً وَلَئِنْ رُجِعْتُ إِلَى رَبِّي إِنَّ لِي عِنْدَهُ لَلْحُسْنَى فَلَنُنَبِّئَنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا بِمَا عَمِلُوا وَلَنُذِيقَنَّهُمْ مِنْ عَذَابٍ غَلِيظٍ (٥٠)
﴿وَلَئِنْ أذقناه رَحْمَةً مِّنَّا مِن بَعْدِ ضَرَّآءَ مَسَّتْهُ لَيَقُولَنَّ هذا لِى﴾ وإذا فرجنا عنه بصحة بعد مرض أو سعة بعد ضيق قال هذا لي أي هذا حقي وصل