المسموعات بلا أذن ﴿البصير﴾ لجميع المرئيات بلا حدقة وكأنه ذكرهما لئلا يتوهم أنه لا صفة له كما لا مثل له
لَهُ مَقَالِيدُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ يَبْسُطُ الرِّزْقَ لِمَنْ يَشَاءُ وَيَقْدِرُ إِنَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ (١٢)
﴿لَّهُ مَقَالِيدُ السماوات والأرض﴾ مر في الزمر ﴿يَبْسُطُ الرزق لِمَنْ يَشَآءُ وَيَقَدِرُ﴾ أي يضيق ﴿إِنَّهُ بِكُلِّ شَىْءٍ عَلِيمٌ﴾
شَرَعَ لَكُمْ مِنَ الدِّينِ مَا وَصَّى بِهِ نُوحًا وَالَّذِي أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ وَمَا وَصَّيْنَا بِهِ إِبْرَاهِيمَ وَمُوسَى وَعِيسَى أَنْ أَقِيمُوا الدِّينَ وَلَا تَتَفَرَّقُوا فِيهِ كَبُرَ عَلَى الْمُشْرِكِينَ مَا تَدْعُوهُمْ إِلَيْهِ اللَّهُ يَجْتَبِي إِلَيْهِ مَنْ يَشَاءُ وَيَهْدِي إِلَيْهِ مَنْ يُنِيبُ (١٣)
﴿شَرَعَ﴾ بين وأظهر ﴿لَكُم مِّنَ الدين مَا وصى بِهِ نُوحاً والذى أَوْحَيْنَآ إِلَيْكَ وَمَا وَصَّيْنَا بِهِ إِبْرَاهِيمَ وموسى وعيسى﴾ أي شرع لكم من الدين دين نوح ومحمد وما بينهما من الأنبياء عليهم السلام ثم فسر المشروع الذي اشترك هؤلاء الأعلام من رسله فيه بقوله ﴿أَنْ أَقِيمُواْ الدين﴾ والمراد إقامة دين الإسلام الذي هو توحيد الله وطاعته والإيمان برسله وكتبه وبيوم الجزاء وسائر ما يكون المرء باقامته مسلما وبم يرد به الشرائع فإنها مختلفة قال الله تعالى لكل جعلنا منكم شرعة ومنهاجا ومحل أَنْ أَقِيمُواْ نصب بدل من مفعول شَرَعَ والمعطوفين عليه أو رفع على الاستئناف كأنه قيل وما ذلك المشروع فقيل هو إقامة الدين ﴿وَلاَ تَتَفَرَّقُواْ فِيهِ﴾ ولا تختلفوا في الدين قال علي رضى الله عنه لا تتفرقوا فالجماعة رحمة والفرقة عذاب ﴿كَبُرَ عَلَى المشركين﴾ عظم عليهم وشق عليهم ﴿مَا تَدْعُوهُمْ إِلَيْهِ﴾ من إقامة دين الله والتوحيد ﴿الله يجتبي﴾ يجلب ويجمع ﴿إِلَيْهِ﴾ إلى الدين بالتوفيق والتسديد ﴿مَن يَشَآءُ وَيَهْدِى إِلَيْهِ مَن يُنِيبُ﴾ يقبل على طاعته
وَمَا تَفَرَّقُوا إِلَّا مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَهُمُ الْعِلْمُ بَغْيًا بَيْنَهُمْ وَلَوْلَا كَلِمَةٌ سَبَقَتْ مِنْ رَبِّكَ إِلَى أَجَلٍ مُسَمًّى لَقُضِيَ بَيْنَهُمْ وَإِنَّ الَّذِينَ أُورِثُوا الْكِتَابَ مِنْ بَعْدِهِمْ لَفِي شَكٍّ مِنْهُ مُرِيبٍ (١٤)
﴿وَمَا تَفَرَّقُواْ﴾ أي أهل الكتاب بعد أنبيائهم ﴿إِلاَّ مِن بَعْدِ مَا جَآءَهُمُ العلم﴾ إلا من بعد أن علموا أن الفرقة ضلال وأمر متوعد عليه على ألسنة الأنبياء عليهم السلام ﴿بَغْياً بَيْنَهُمْ﴾ حسداً وطلباً للرياسة والاستطالة بغير


الصفحة التالية
Icon