حق ﴿وَلَوْلاَ كَلِمَةٌ سَبَقَتْ مِن رَّبِّكَ إلى أَجَلٍ مُّسَمًّى﴾ وهي بل الساعة موعدهم ﴿لقضي بينهم﴾ لاهلكوا حين اقترفوا لعظم ما اقترفوا ﴿وَإِنَّ الذين أُورِثُواْ الكتاب مِن بَعْدِهِمْ﴾ هم أهل الكتاب الذين كانوا في عهد رسول الله ﷺ ﴿لَفِى شَكٍّ مِّنْهُ﴾ من كتابهم لا يؤمنون به حق الإيمان ﴿مُرِيبٍ﴾ مدخل في الريبة وقيل وما تفرق اهل
الشورى (١٧ - ١٥)
الكتاب إلا من بعد ما جاءهم العلم بمبعث رسول الله ﷺ كقوله تعالى وَمَا تَفَرَّقَ الذين أُوتُواْ الكتاب الا من بعد ماجاءتهم البينة وَإِنَّ الذين أُورِثُواْ الكتاب مِن بَعْدِهِمْ هم المشركون أورثوا القرآن من بعد ما اورث اهل الكتاب التوارة والانجيل
فَلِذَلِكَ فَادْعُ وَاسْتَقِمْ كَمَا أُمِرْتَ وَلَا تَتَّبِعْ أَهْوَاءَهُمْ وَقُلْ آمَنْتُ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ مِنْ كِتَابٍ وَأُمِرْتُ لِأَعْدِلَ بَيْنَكُمُ اللَّهُ رَبُّنَا وَرَبُّكُمْ لَنَا أَعْمَالُنَا وَلَكُمْ أَعْمَالُكُمْ لَا حُجَّةَ بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمُ اللَّهُ يَجْمَعُ بَيْنَنَا وَإِلَيْهِ الْمَصِيرُ (١٥)
﴿فَلِذَلِكَ﴾ فلأجل ذلك التفرق ولما حدث بسببه من تشعب الكفر شعباً ﴿فادع﴾ إلى الاتفاق والائتلاف على الملة الحنيفية القوية ﴿واستقم﴾ عليها وعلى الدعوة إليها ﴿كَمَا أُمِرْتَ﴾ كما أمرك الله ﴿ولا تتبع أهواءهم﴾ المختلفة الباطلة ﴿وقل آمنت بِمَا أَنزَلَ الله مِن كتاب﴾ بأي كتاب صح أن الله تعالى أنزله يعني الإيمان بجميع الكتب المنزلة لأن المتفرقين آمنوا ببعض وكفروا ببعض كفوله وَيقُولُونَ نُؤْمِنُ بِبَعْضٍ وَنَكْفُرُ بِبَعْضٍ إلى قوله اولئك هم الكافرون حقا ﴿وَأُمِرْتُ لأَِعْدِلَ بَيْنَكُمُ﴾ في الحكم إذا تخاصمتم فتحاكمتم إليّ ﴿الله رَبُّنَا وَرَبُّكُمْ﴾ أي كلنا عبيده ﴿لنا أعمالنا ولكم أعمالكم﴾ هو كفوله لكم دينكم ولى دين ويجوز أن يكون معناه إنا لا نؤاخذ بأعمالكم وأنتم لا تؤاخذون بأعمالنا ﴿لاَ حُجَّةَ بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمُ﴾ أي لا خصومة لأن الحق قد ظهر وصرتم محجوجين به فلا حاجة إلى المحاجة ومعناه لا إيراد حجة بيننا لأن المتحاجين يورد هذا حجته وهذا حجته ﴿الله يَجْمَعُ بَيْنَنَا﴾ يوم القيامة ﴿وإليه المصير﴾ المرجع لفصل لاقضاء فيفصل بيننا وينتقم لنا منكم