به في قولك المال في الكيس وتقديره إلا المودة ثابتة في القربى ومتمكنة فيها والقربى مصدر كالزلفى والبشرى بمعنى القرابة والمراد في أهل القربى ورُوي أنه لما نزلت قيل يا رسول الله من قرابتك هؤلاء الذين وجبت علينا مودتهم قال علي وفاطمة وابناهما وقل معناه إلا أن تودوني لقرابتي فيكم ولا تؤذوني ولا تهيجوا علي إذ لم يكن من بطون قريش الا رسول الله وبينهم قرابة وقيل القربى التقرب إلى الله تعالى أي إلا أن تحبوا الله ورسوله في تقربكم إليه بالطاعة والعمل الصالح ﴿وَمَن يَقْتَرِفْ حَسَنَةً﴾ يكتسب طاعة عن السدي أنها المودة في آل رسول الله ﷺ نزلت في ابى بكر رضى الله عنه ومودته فيهم والظاهر العموم في أي حسنة كانت إلا أنها تتناول المودة تناولاً أولياً لذكرها عقيب ذكر المودة في القربى ﴿نَّزِدْ لَهُ فِيهَا حُسْناً﴾ أي نضاعفها كقوله مَّن ذَا الذى يُقْرِضُ الله قَرْضًا حَسَنًا فَيُضَاعِفَهُ له اضعافا كثيرة وقرىء
الشورى (٢٦ - ٢٣)
شكور ﴿حسنا﴾ وهو مصدر كالبشرى والضمير يعود إلى الحسنة أو إلى الجنة ﴿إِنَّ الله غَفُورٌ﴾ لمن أذنب بطوله ﴿شَكُورٌ﴾ لمن أطاع بفضله وقيل قابل للتوبة حامل عليها وقيل الشكور في صفة الله تعالى عبارة عن الاعتداد بالطاعة وتوفية ثوابها والتفضل عن المثاب
أَمْ يَقُولُونَ افْتَرَى عَلَى اللَّهِ كَذِبًا فَإِنْ يَشَإِ اللَّهُ يَخْتِمْ عَلَى قَلْبِكَ وَيَمْحُ اللَّهُ الْبَاطِلَ وَيُحِقُّ الْحَقَّ بِكَلِمَاتِهِ إِنَّهُ عَلِيمٌ بِذَاتِ الصُّدُورِ (٢٤)
﴿أَمْ يَقُولُونَ افترى عَلَى الله كَذِباً﴾ أم منقطعة ومعنى الهمزة فيه التوبيخ كأنه قيل اينما لكون أن ينسبوا مثله إلى الافتراء ثم إلى الافتراء على الله الذي هو أعظم الفرى وأفحشها ﴿فَإِن يَشَإِ الله يَخْتِمْ على قَلْبِكَ﴾ قا ل مجاهد أي يربط على قلبك بالصبر على أذاهم وعلى قولهم افترى عَلَى الله كَذِبًا لئلا تدخله مشقة في تكذيبهم ﴿وَيَمْحُ الله الباطل﴾ أي الشرك وهو كلام مبتدأ غير معطوف على يَخْتِمْ لأن محو الباطل غير متعلق بالشرط بل هو وعد مطلق دليله تكرار اسم الله تعالى ورفع وَيُحِقُّ وإنما سقطت الواو في الخط كما سقطت في وَيَدْعُ الإنسان بالشر دُعَاءهُ بالخير وسندع الزبانية على أنها مثبتة في مصحف نافع ﴿وَيُحِقُّ الحق﴾ ويظهر الاسلام ويثبته ﴿بكلماته﴾


الصفحة التالية
Icon