متلبسا ببعضه كما يقال بنو تميم فيهم شاعر مجيدو انما هو في فخذ من أفخاذهم ومنه قوله تعالى يخرج منهما اللؤلؤ والمرجان وإنما يخرج من الملح ولا يبعد أن يخلق في السموات حيوانات يمشون فيها مشي الأناسي على الأرض أو يكون للملائكة مشي مع الطيران فوصفوا بالدبيب كما وصف به الأناسي ﴿وَهُوَ على جَمْعِهِمْ﴾ يوم القيامة ﴿إِذَا يَشَآءُ قَدِيرٌ﴾ إذا تدخل على المضارع كما تدخل على الماضي قال الله تعالى والليل اذا يغشى
وَمَا أَصَابَكُمْ مِنْ مُصِيبَةٍ فَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ وَيَعْفُو عَنْ كَثِيرٍ (٣٠)
﴿وَمَآ أصابكم مِّن مُّصِيبَةٍ﴾ غم وألم ومكروه ﴿فَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ﴾ أي بجناية كسبتموها عقوبة عليكم بما كسبت بغير الفاء مدتى وشامى على ان ما مبتدأ وبما كَسَبَتْ خبره من غير تضمين معنى الشرط ومن أثبت الفاء فعلى تضمين معنى الشرط وتعلق بهذه الآية من يقول بالتناسخ وقال لو لم يكن للأطفال حالة كانوا عليها قبل هذه الحالة لم تألموا وقلنا الاية
الشورى (٣٧ - ٣٠)
مخصوصة المكلفين بالسباق والسياق وهو ﴿ويعفو عَن كَثِيرٍ﴾ أي من الذنوب فلا يعاقب عليه أو عن كثير من الناس فلا يعالجهم بالعقوبة وقال ابن عطاء من لم يعلم أن ما وصل إليه من الفتن والمصائب باكتسابه وان ما عفا عنه ولاه أكثر كان قليل النظر في إحسان ربه إليه وقال محمد بن حامد العبد ملازم للجنايات في كل أوان وجناياته في طاعته اكثر من جناياته في معاصيه لان جنية المعصية من وجه وجناية الطاعة من وجوه والله يطهر عبده من جناياته انواع من المصائب ليخفف عنه أثقاله في القيامة ولولا عفوه ورحمته لهلك في أول خطوة وعن علي رضى الله عنه هذه ارحى آية للمؤمنين في القرآن لأن الكريم إذا عاقب مرة لا يعاقب ثانياً وإذا عفا لا يعود
وَمَا أَنْتُمْ بِمُعْجِزِينَ فِي الْأَرْضِ وَمَا لَكُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ مِنْ وَلِيٍّ وَلَا نَصِيرٍ (٣١)
﴿وَمَآ أَنتُمْ بِمُعْجِزِينَ فِى الأرض﴾ أي بفائتين ما قضى عليكم من المصائب