على سبيل المجاز من قولهم ضرب الغرائب عن الحوض والفاء للعطف على محذوف تقديره انهملكم فنضر عنكم الذكر إنكاراً لأن يكون الأمر على خلاف ما قدم من إنزاله الكتاب وجعله قرآنا عربيا ليعقلوه وليعملوا بمواجبه ﴿صَفْحاً﴾ مصدر من صفح عنه إذا أعرض منتصب على أنه مفعول له على معنى أفنعزل عنكم إنزال القرآن وإلزام الحجة به إعراضاً عنكم ويجوز أن يكون مصدراً على خلاف المصدر لأنه يقال ضربت عنه أي أعرضت عنه كذا قاله الفراء ﴿إِن كُنتُمْ﴾ لأن كنتم مدني وحمزة وهو من الشرط الذي يصدر عن المدل بصحة الأمر المتحقق لثبوته كما يقول الاجيران كنت عملت لك فوفني حقي وهو عالم بذلك ﴿قَوْماً مُّسْرِفِينَ﴾ مفرطين في الجهالة مجاوزين الحد في الضلالة
وَكَمْ أَرْسَلْنَا مِنْ نَبِيٍّ فِي الْأَوَّلِينَ (٦)
﴿وَكَمْ أَرْسَلْنَا مِن نَّبِيٍّ فِى الأولين﴾ أي كثيرا من الرسل ارسلنا الى من تقدمك
وَمَا يَأْتِيهِمْ مِنْ نَبِيٍّ إِلَّا كَانُوا بِهِ يَسْتَهْزِئُونَ (٧)
﴿وَمَا يَأْتِيهِم مّنْ نَّبِىٍّ إِلاَّ كَانُواْ بِهِ يستهزؤون﴾ هى حكاية حا ل ماضية مستمرة أي كانوا على ذلك وهذه تسلية لرسول الله ﷺ عن استهزاء قومه
فَأَهْلَكْنَا أَشَدَّ مِنْهُمْ بَطْشًا وَمَضَى مَثَلُ الْأَوَّلِينَ (٨)
﴿فَأَهْلَكْنَا أَشَدَّ مِنْهُم بَطْشاً﴾ تمييز والضمير للمسرفين لأنه صرف الخطاب عنهم إلى رسول الله ﷺ يخبره عنهم ﴿ومضى مَثَلُ الأولين﴾ أي سلف في القرآن في غير موضع منه ذكر قصتهم وحالهم العجيبة التي حقها أن تسير مسير المثل وهذا وعد لرسول الله ﷺ ووعيد لهم
وَلَئِنْ سَأَلْتَهُمْ مَنْ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ لَيَقُولُنَّ خَلَقَهُنَّ الْعَزِيزُ الْعَلِيمُ (٩)
﴿وَلَئِن سَأَلْتَهُمْ﴾ أي المشركين ﴿مَّنْ خَلَقَ السماوات والأرض لَيَقُولُنَّ خَلَقَهُنَّ العزيز العليم﴾
الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الْأَرْضَ مَهْدًا وَجَعَلَ لَكُمْ فِيهَا سُبُلًا لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ (١٠)
﴿الذى جَعَلَ لَكُمُ الأرض مَهْداً﴾ كوفي