وغيره مهاداً أي موضع قرار ﴿وَجَعَلَ لَكُمْ فِيهَا سُبُلاً﴾ طرقاً ﴿لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ﴾ لكي تهتدوا في اسفاركم
وَالَّذِي نَزَّلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً بِقَدَرٍ فَأَنْشَرْنَا بِهِ بَلْدَةً مَيْتًا كَذَلِكَ تُخْرَجُونَ (١١)
﴿والذى نَزَّلَ مِنَ السمآء مَآءً بِقَدَرٍ﴾ بمقدار
الزخرف (١٦ - ١١)
تسلم معه العباد ويحتاج إليه البلاد ﴿فَأَنشَرْنَا﴾ فأحيينا عدول من المغايبة إلى الإخبار لعلم المخاطب بالمراد ﴿به بلدة ميتا﴾ يزيد ميّتاً ﴿كَذَلِكَ تُخْرَجُونَ﴾ من قبوركم أحياء تُخْرَجُونَ حمزة وعلي ولا وقف على العليم لأن الذى صفته وقد وقف عليه أبو حاتم على تقديره هو الذي لأن هذه الأوصاف ليست من مقول الكفار لأنهم ينكرون الإخراج من القبور فكيف يقولون كَذَلِكَ تُخْرَجُونَ بل الآية حجة عليهم في إنكار البعث
وَالَّذِي خَلَقَ الْأَزْوَاجَ كُلَّهَا وَجَعَلَ لَكُمْ مِنَ الْفُلْكِ وَالْأَنْعَامِ مَا تَرْكَبُونَ (١٢)
﴿والذى خَلَقَ الأزواج﴾ الأصناف ﴿كُلَّهَا وَجَعَلَ لَكُمْ مِّنَ الفلك والأنعام مَا تَرْكَبُونَ﴾ أي تركبونه يقال ركبوا في الفلك وركبوا الأنعام فغلب المتعدي بغير واسطة لقوته على المتعدي بواسطة فقيل تركبونه
لِتَسْتَوُوا عَلَى ظُهُورِهِ ثُمَّ تَذْكُرُوا نِعْمَةَ رَبِّكُمْ إِذَا اسْتَوَيْتُمْ عَلَيْهِ وَتَقُولُوا سُبْحَانَ الَّذِي سَخَّرَ لَنَا هَذَا وَمَا كُنَّا لَهُ مُقْرِنِينَ (١٣)
﴿لِتَسْتَوُواْ على ظُهُورِهِ﴾ على ظهور ما تركبونه وهو الفلك والأنعام ثُمَّ تَذْكُرُواْ بقلوبكم ﴿نِعْمَةَ رَبِّكُمْ إِذَا استويتم عَلَيْهِ وَتَقُولُواْ﴾ بألسنتكم ﴿سبحان الذي سخر لنا هذا﴾ ذال لنا هذا المركوب ﴿وَمَا كُنَّا لَهُ مُقْرِنِينَ﴾ مطيقين يقال أقرن الشيء إذا أطاقه وحقيقة أقرنه وجده قرينته لأن الصعب لا يكون قرينة للضعيف
وَإِنَّا إِلَى رَبِّنَا لَمُنْقَلِبُونَ (١٤)
﴿وَإِنَّا إلى رَبِّنَا لَمُنقَلِبُونَ﴾ لراجعون في المعاد قيل يذكرون عند ركوبهم مراكب الدنيا آخر مركبهم منها هو الجنازة وعن النبى ﷺ أنه كان إذا وضع رجله في الركاب قال بسم الله فإذا استوى على الدابة قال الحمد لله على كل حال سبحان الذى سخر لنا هذا غلى قوله لَمُنقَلِبُونَ وكبر ثلاثاً وهلل