الكرب والظلول بمعنى الصيرورة
أَوَمَنْ يُنَشَّأُ فِي الْحِلْيَةِ وَهُوَ فِي الْخِصَامِ غَيْرُ مُبِينٍ (١٨)
﴿أو من ينشأ فِى الحلية وَهُوَ فِى الخصام غَيْرُ مُبِينٍ﴾ أي أو يجعل للرحمن من الولد من هذه الصفة المذمومة صفقه وهو انه ينسشأ في الحلية أي يتربى في الزينة والنعمة وهو اذا احتاج الى مجاثاة الخصوم ومجاراة الرجال كان غير مبين ليس عنده بيان ولا يأتي ببرهان وذلك لضعف عقولهن قال مقاتل لا تتكلم المرأة إلا وتأتي بالحجة عليها وفيه أنه جعل النشأة في الزينة من المعايب فعلى الرجل أن يجتنب ذلك ويتزين بلباس التقوى ومن منصوب المحل والمعنى أو جعلوا من ينشأ في الحلية يعنى البنات لله عزل وجل يُنَشَّأُ حمزة وعلي وحفص أي يربي قد جمعوا في كفرهم ثلاث كفرات وذلك أنهم نسبوا إلى الله الولد ونسبوا إليه أخس النوعين وجعلوه من الملائكة المكرمين فاستخفوا بهم
وَجَعَلُوا الْمَلَائِكَةَ الَّذِينَ هُمْ عِبَادُ الرَّحْمَنِ إِنَاثًا أَشَهِدُوا خَلْقَهُمْ سَتُكْتَبُ شَهَادَتُهُمْ وَيُسْأَلُونَ (١٩)
﴿وجعلوا الملائكة الذين هم عباد الرحمن إناثا﴾ اى سمعوا وقالوا إنهم إناث عِندَ الرحمن مكي ومدني وشامي أي عندية منزلة ومكانة لا منزل ومكان والعباد جمع عبد وهو ألزم في الحجاج مع أهل العناد لتضاد بين العبودية والولاد ﴿أَشَهِدُواْ خَلْقَهُمْ﴾ وهذا تهكم بهم يعني أنهم يقولون ذلك من غير أن يستند قولهم إلى علم فإن الله لم يضطرهم إلى علم ذلك ولا تطرقوا إليه باستدلال ولا أحاطوا به عن خبر يوجب العلم ولم يشاهدوا خلقهم حتى يخبروا عن المشاهدة ﴿سَتُكْتَبُ شهادتهم﴾ التي شهدوا بها على الملائكة من انوثتهم ﴿ويسألون﴾ عنها وهذا وعيد
وَقَالُوا لَوْ شَاءَ الرَّحْمَنُ مَا عَبَدْنَاهُمْ مَا لَهُمْ بِذَلِكَ مِنْ عِلْمٍ إِنْ هُمْ إِلَّا يَخْرُصُونَ (٢٠)
﴿وَقَالُواْ لَوْ شَآءَ الرحمن مَا عبدناهم﴾ أي الملائكة تعلقت المعتزلة بظاهر هذه الآية في أن الله تعالى لم يشأ الكفر من الكافر وإنما شاء الإيمان فإن


الصفحة التالية
Icon