متنعموها وهم الذين أترفتهم النعمة أي أبطرتهم فلا يحبون إلا الشهوات والملاهي ويعافون مشاق الدين وتكاليفه ﴿إنا وجدنا آباءنا على أمة وإنا على آثارهم مقتدون﴾ وهذا تسلية للنبى ﷺ وبيان أن تقليد الآباء داء قديم
قَالَ أَوَلَوْ جِئْتُكُمْ بِأَهْدَى مِمَّا وَجَدْتُمْ عَلَيْهِ آبَاءَكُمْ قَالُوا إِنَّا بِمَا أُرْسِلْتُمْ بِهِ كَافِرُونَ (٢٤)
﴿قال﴾ شامي وحفص أي النذير قُلْ غيرهما أي قيل للنذير قل ﴿أَوَلَوْ جِئْتُكُمْ بأهدى مما وجدتم عليه آباءكم﴾ أي أتتبعون آباءكم ولو جئتكم بدين أهدى من دين آبائكم ﴿قَالُوآ إِنَّا بِمَآ أُرْسِلْتُمْ بِهِ كافرون﴾ إنا ثابتون على دين آبائنا وإن جئتنا بما هو أهدى وأهدى
فَانْتَقَمْنَا مِنْهُمْ فَانْظُرْ كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الْمُكَذِّبِينَ (٢٥)
﴿فانتقمنا مِنْهُمْ﴾ فعاقبناهم بما استحقوه على إصرارهم ﴿فانظر كَيْفَ كَانَ عاقبة المكذبين﴾
وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ لِأَبِيهِ وَقَوْمِهِ إِنَّنِي بَرَاءٌ مِمَّا تَعْبُدُونَ (٢٦)
﴿وَإِذْ قَالَ إبراهيم لأَِبِيهِ وَقَوْمِهِ﴾ أي واذكر إذ قال ﴿إِنَّنِى بَرَآءٌ﴾ أي بريء وهو مصدر يستوي فيه الواحد والاثنان والجمع والمذكر والمؤنث كما تقول رجل عدل وامرأة عدل وقوم عدل والمعنى ذو وذات عدل ﴿مِّمَّا تَعْبُدُونَ﴾
إِلَّا الَّذِي فَطَرَنِي فَإِنَّهُ سَيَهْدِينِ (٢٧)
﴿إِلاَّ الذى فَطَرَنِى﴾ استثناء منقطع كأنه قال لكن الذي فطرني ﴿فَإِنَّهُ سَيَهْدِينِ﴾ يثبتني على الهداية
وَجَعَلَهَا كَلِمَةً بَاقِيَةً فِي عَقِبِهِ لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ (٢٨)
﴿وجعلها﴾
الزخرف (٣٣ - ٢٨)
وجعل إبراهيم عليه السلام كلمة التوحيد التي تكلم بها وهي قوله إِنَّنِى بَرَاء مّمَّا تَعْبُدُونَ إِلاَّ الذى فَطَرَنِى ﴿كَلِمَةً باقية فِى عَقِبِهِ﴾ في ذريته فلا يزال فيهم من يوحد الله ويدعو إلى توحيده ﴿لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ﴾ لعل من أشرك منهم يرجع بدعاء من وحد منهم والترجي لإبراهيم
بَلْ مَتَّعْتُ هَؤُلَاءِ وَآبَاءَهُمْ حَتَّى جَاءَهُمُ الْحَقُّ وَرَسُولٌ مُبِينٌ (٢٩)
﴿بل متعت هؤلاء وآباءهم﴾ يعني أهل مكة وهم من عقب إبراهيم