انفسهم ﴿نُقَيّضْ لَهُ شَيْطَاناً فَهُوَ لَهُ قَرِينٌ﴾ قال ابن عباس رضى الله عنهما نسلطه عليه فهو معه في الدنيا والآخرة يحمله على المعاصي وفيه إشارة إلى أن من داوم عليه لم يقرنه الشيطان
وَإِنَّهُمْ لَيَصُدُّونَهُمْ عَنِ السَّبِيلِ وَيَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ مُهْتَدُونَ (٣٧)
﴿وَإِنَّهُمْ﴾ أي الشياطين ﴿لَيَصُدُّونَهُمْ﴾ ليمنعون العاشين ﴿عَنِ السبيل﴾ عن سبيل الهدى ﴿وَيَحْسَبُونَ﴾ أي العاشون ﴿أَنَّهُم مُّهْتَدُونَ﴾ وإنما جمع ضمير من وضمير الشيطان لأن من مبهم في جنس العاشي وقد فيض له شيطان مبهم في جنسه فجاز أيرجع الضمير إليهما مجموعاً
حَتَّى إِذَا جَاءَنَا قَالَ يَا لَيْتَ بَيْنِي وَبَيْنَكَ بُعْدَ الْمَشْرِقَيْنِ فَبِئْسَ الْقَرِينُ (٣٨)
﴿حتى إِذَا جَآءَنَا﴾ على الواحد عراقي غير أبي بكر أي العاشي جاآنا غيرهم أي العاشى وقرينه ﴿قال﴾ لشيطانا ﴿يا ليت بيني وبينك بعد المشرقين﴾ يريد المشرق وامغرب فغلب كما قيل العمران والقمران والمراد بعد المشرق من المغرب والمغرب من المشرق ﴿فَبِئْسَ القرين﴾ انت
وَلَنْ يَنْفَعَكُمُ الْيَوْمَ إِذْ ظَلَمْتُمْ أَنَّكُمْ فِي الْعَذَابِ مُشْتَرِكُونَ (٣٩)
﴿وَلَن يَنفَعَكُمُ اليوم إِذ ظَّلَمْتُمْ﴾ إذ صح ظلمكم أي كفركم وتبين لم يبق لكم ولا لأحد شبهة في أنكم كنتم ظالمين واذ بدل من اليوم ﴿أَنَّكُمْ فِى العذاب مُشْتَرِكُونَ﴾ أَنَّكُمْ في محل الرفع على الفاعلية أي ولن ينفعكم اشتراككم في العذاب أو كونكم مشتركين في العذاب كما كان عموم البلوى يطيب القلب في الدنيا كقول الخنساء
الزخرف (٤٦ - ٤٠)
... ولولا كثرة الباكين حولي على إخوانهم لقتلت نفسي...
... ولا يبكون مثل أخي ولكن أعزي النفس عنه بالتأسي...
أما هؤلاء فلا يؤسّيهم اشتراكهم ولا يروجهم لعظم ماهم فيه وقيل الفاعل مضمر أي ولن ينفعكم هذا التمني أو الاعتذار لأنكم في العذاب مشتركون لاشتراككم في سببه وهو الكفر ويؤيده قراءه من قرأ بالكسر