حقير ﴿وَلاَ يَكَادُ يُبِينُ﴾ الكلام لما كان به من الرته
فَلَوْلَا أُلْقِيَ عَلَيْهِ أَسْوِرَةٌ مِنْ ذَهَبٍ أَوْ جَاءَ مَعَهُ الْمَلَائِكَةُ مُقْتَرِنِينَ (٥٣)
﴿فَلَوْلآ﴾ فهلا ﴿أُلْقِىَ عَلَيْهِ أَسُوِرَةٌ﴾ حفص ويعقوب وسهل جمع سوار غيرهم أساورة جمع أسورة وأساوير جمع أسوار وهو السوار حذف الياء من أساوير وعوض منها التاء ﴿مِّن ذَهَبٍ﴾ اراد بالفاء الأسورة عليه إلقاء مقاليد الملك إليه لأنهم كانوا إذا أرادوا تسويد الرجل سوروه بسوار وطوقو بطوق من ذهب ﴿أو جاء معه الملائكة مُقْتَرِنِينَ﴾ يمشون معه يقترن بعضهم ببعض ليكونوا أعضاده وأنصاره وأعوانه
فَاسْتَخَفَّ قَوْمَهُ فَأَطَاعُوهُ إِنَّهُمْ كَانُوا قَوْمًا فَاسِقِينَ (٥٤)
﴿فاستخف قومه﴾ استفزهم بالقول واستزلهم وعمل فيهم كلامه وقيل طلب منهم الخفة والطاعة وهي الإسراع ﴿فَأَطَاعُوهُ إِنَّهُمْ كَانُواْ قَوْماً فاسقين﴾ خارجين عن دين الله
فَلَمَّا آسَفُونَا انْتَقَمْنَا مِنْهُمْ فَأَغْرَقْنَاهُمْ أَجْمَعِينَ (٥٥)
﴿فلما آسفونا انتقمنا مِنْهُمْ فأغرقناهم أَجْمَعِينَ﴾ آسف منقول من أسف أسفاً إذا اشتد غضبه ومعناه أنهم أفرطوا في المعاصي فاستوجبوا أن يعجل لهم عذابنا وانتقامنا وأن لا نحلم عنهم
فَجَعَلْنَاهُمْ سَلَفًا وَمَثَلًا لِلْآخِرِينَ (٥٦)
﴿فجعلناهم سَلَفاً﴾ جمع سالف كخادم وخدم سُلُفاً حمزة وعلي جمع سليف أي فريق قد سلف ﴿وَمَثَلاً﴾ وحديثاً عجيب الشأن سائراً مسير المثل يضرب بهم الأمثال ويقال مثلكم مثل قوم فرعون ﴿لّلآخِرِينَ﴾ لمن يجيء بعدهم ومعناه فجعلناهم قدوة للآخرين من الكفار يقتدون بهم في استحقاق مثل عقابهم ونزوله بهم لإتيانهم بمثل أفعالهم ومثلاً يحدثون به
وَلَمَّا ضُرِبَ ابْنُ مَرْيَمَ مَثَلًا إِذَا قَوْمُكَ مِنْهُ يَصِدُّونَ (٥٧)
﴿وَلَمَّا ضُرِبَ ابن مَرْيَمَ مَثَلاً﴾ لما قرأ رسول الله ﷺ على قريش