إِنَّكُمْ وَمَا تَعْبُدُونَ مِن دُونِ الله حصب جهنم غضبوا فقال ابن الزبعري يا محمد أخاصة لنا ولآلهتنا أم لجميع الأمم فقال عليه السلام هو لكم ولآلهتكم ولجميع الأمم فقال ألست تزعم أن عيسى بن مريم نبي وتثني عليه وعلى أمه خيراً وقد علمت أن النصارى يعبدونهما وعزيز يعبد والملائكة يعبدون فإن كان هؤلاء في النار فقد رضينا ان نكون نحن وآلهتنا معهم فرحوا وضحكوا وسكت النبي ﷺ فأنزل الله تعالى إِنَّ الذين سَبَقَتْ لَهُمْ منا الحسنى اولئك عنها مبعدون ونزلت هذه الآية والمعنى ولما ضرب ابن الزبعرى عيسى ابن مريم مثلا لآلهتهم وجادل رسول الله ﷺ بعبادة النصارى إياه ﴿إِذَا قَوْمُكَ﴾ قريش ﴿مِنْهُ﴾ من هذا المثل ﴿يَصِدُّونَ﴾ يرتفع لهم جلبة وضجيج فرحا وضحكا بما سمعوا منه اسكات النبى ﷺ بجدله يَصدُونَ مدني وشامي والأعشى وعلي من الصدود أي من أجل هذا المثل يصدون عن الحق ويعرضون عنه وقيل من الصديد وهو الحلية وانهما لغتان نحو يعكف ويعكف
الزخرف (٦٣ - ٥٨)
وَقَالُوا أَآلِهَتُنَا خَيْرٌ أَمْ هُوَ مَا ضَرَبُوهُ لَكَ إِلَّا جَدَلًا بَلْ هُمْ قَوْمٌ خَصِمُونَ (٥٨)
﴿وقالوا أآلهتنا خير أم هو﴾ بعنون أن آلهتنا عندك ليست بخير من عيسى فإذا كان عيسى من حصب النار كان امر الهتنا هينا ﴿ما ضربوه﴾ اى ماضربوا هذا المثل ﴿لَكَ إِلاَّ جَدَلاَ﴾ إلا لأجل الجدل والغلبة في القول لا لطلب الميز بين الحق والباطل ﴿بَلْ هُمْ قَوْمٌ خَصِمُونَ﴾ لدشداد الخصومة دأبهم اللجاج وذلك أن قوله تعالى إِنَّكُمْ وَمَا تَعْبُدُونَ لم يرد به إلا الأصنام لان ما لغير العقلاء الا أن ابن الزبعرى بخداعه ما رأى كلام الله محتملاً لفظه وجه العموم مع علمه بأن المراد به أصنامهم لا غير وجد للحيلة مساغاً فصرف اللفظ إلى الشمول والإحاطة بكل معبود غير الله على طريق اللجاج والجدال وحب المغالبة والمكابرة وتوقح في ذلك فتوقر رسول الله ﷺ حتى أجاب عنه ربه