أنتم مقرّون به ومعترفون بأنه رب السموات والأرض وما بينهما إن كان إقراركم عن علم وإيقان كما تقول إن هذا إنعام زيد الذي تسامع الناس بكرمه إن بلغك حديثه وحدثت بقصته
لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ يُحْيِي وَيُمِيتُ رَبُّكُمْ وَرَبُّ آبَائِكُمُ الْأَوَّلِينَ (٨)
﴿لآ إله إِلاَّ هُوَ يُحْيِى وَيُمِيتُ رَبُّكُمْ﴾ اى هو ربكم ﴿ورب آبائكم الأولين﴾ عطف عليه ثم رد أن يكونوا موقنين بقوله
بَلْ هُمْ فِي شَكٍّ يَلْعَبُونَ (٩)
﴿بَلْ هُمْ فِى شَكّ يَلْعَبُونَ﴾ وإن إقرارهم غير صادر عن علم وتيقن بل قول مخلوط بهزؤ ولعب
فَارْتَقِبْ يَوْمَ تَأْتِي السَّمَاءُ بِدُخَانٍ مُبِينٍ (١٠)
﴿فارتقب﴾ فانتظر ﴿يَوْمَ تَأْتِى السماء بِدُخَانٍ﴾ يأتي من السماء قبل يوم القيامة يدخل في أسماع الكفرة حتى يكون رأس الواحد كالرأس الحنيذ ويعتري المؤمن منه كهيئة الزكام وتكون الأرض كلها كبيت أوقد فيه ليس فيه خصاص وقيل إن قريشاً لما استعصت على رسول الله ﷺ دعا عليهم فقال اللهم اشدد وطأتك على مضر واجعلها عليهم سنين كسني يوسف فأصابهم الجهد حتى أكلوا الجيف والعلهز وكان الرجل يرى بين السماء والأرض الدخان وكان يحدث الرجل فيسمع كلامه ولا يراه من الدخان ﴿مُّبِينٍ﴾ ظاهر حاله لا يشك أحد في أنه دخان
يَغْشَى النَّاسَ هَذَا عَذَابٌ أَلِيمٌ (١١)
﴿يَغْشَى الناس﴾ يشملهم ويلبسهم وهو في محل الجر صفة
﴿هذا عَذَابٌ أَلِيمٌ﴾ ﴿رَبَّنا اكشف عَنَّا العذاب إنا مؤمنون﴾
لدخان وقوله ﴿هذا عَذَابٌ أَلِيمٌ﴾
رَبَّنَا اكْشِفْ عَنَّا الْعَذَابَ إِنَّا مُؤْمِنُونَ (١٢)
﴿رَبَّنا اكشف عَنَّا العذاب إِنَّا مْؤْمِنُونَ﴾ أي سنؤمن إن تكشف عنا العذاب منصوب المحل بفعل مضمر وهو يقولون ويقولون منصوب المحل على الحال أي قائلين ذلك


الصفحة التالية
Icon